جرب بنفسك.. اختبار بسيط للكشف عن الشيخوخة

{title}
أخبار الأردن -

 

كشفت دراسة جديدة من مركز "مايوكلينك" الطبي في الولايات المتحدة الأميركية ونشرت في مجلة "بلوس ون" بتاريخ 23 أكتوبر الحالي، عن اختبار بسيط يمكن القيام به في المنزل يكشف عن مدى تقدم الشخص في العمر ويعطي مؤشراً على الشيخوخة، وهو اختبار الوقوف على ساق واحدة. وبيّنت الدراسة أن المدة التي يستطيع فيها الشخص الحفاظ على توازنه واقفاً على ساق واحدة تعد مقياساً أكثر دقة للتغيرات المرتبطة بالشيخوخة من مجرد التغيرات في القوة البدنية أو المشية.

أهمية التوازن وقوة العضلات في الشيخوخة

أوضحت الدراسة أن المحافظة على التوازن الجيد، وقوة العضلات، والمشية الفعّالة تسهم بشكل كبير في استقلالية الأشخاص ورفاهيتهم مع التقدم في العمر. وبالنظر إلى كيفية تغير هذه العوامل مع الوقت، يستطيع الأطباء تطوير برامج لمساعدة الأشخاص في الحفاظ على صحتهم والوقاية من تأثيرات الشيخوخة.

على المستوى الفردي، يمكن لأي شخص التدرب على التوازن بدون الحاجة إلى معدات خاصة، من خلال التدرب على الوقوف على ساق واحدة. إذ أن هذا التمرين يساعد على تقوية العضلات وتحسين التوازن، مما يساهم في الحفاظ على القدرة الحركية والجسدية مع مرور الزمن.

تفاصيل الدراسة وطريقة إجراء الاختبار

أجريت الدراسة على 40 شخصاً سليماً من الناحية الصحية تجاوزوا سن الخمسين، حيث خضعوا لاختبارات مختلفة لقياس التوازن، وقوة القبضة، وقوة الركبة، بالإضافة إلى اختبارات المشي. وقد تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين: نصفهم كانوا تحت سن 65 عاماً، والنصف الآخر يبلغون 65 عاماً أو أكثر.

في اختبارات التوازن، وقف المشاركون على ألواح قوة -وهي أدوات متخصصة تستخدم لقياس القوى الناتجة عن الحركات مثل المشي والقفز- في أربع حالات مختلفة: في الحالة الأولى وقفوا على كلتا القدمين وأعينهم مفتوحة، وفي الثانية على كلتا القدمين وأعينهم مغلقة، أما في الحالة الثالثة والرابعة فكان الوقوف على الساق غير المهيمنة والمهيمنة على التوالي مع إبقاء العينين مفتوحتين. وكان المشاركون يحملون الساق التي لم يقفوا عليها في أي وضعية يختارونها لمدة اختبار بلغت 30 ثانية.

نتائج اختبار التوازن وعلاقته بالتقدم في العمر

أظهرت نتائج الدراسة أن اختبار الوقوف على ساق واحدة، وخصوصاً الساق غير المهيمنة، كشف عن أعلى معدلات التدهور مع التقدم في العمر، مما يعني أن انخفاض القدرة على الوقوف على ساق واحدة هو مؤشر على زيادة معدلات التدهور المرتبطة بالشيخوخة. فكلما زادت صعوبة التوازن والوقوف بهذه الطريقة، دل ذلك على تقدم أكبر في العمر البيولوجي.

لماذا يعتبر التوازن مؤشراً على الشيخوخة؟

بحسب الدكتور كينتون كوفمان، مدير مختبر تحليل الحركة في مركز "مايوكلينك" وأحد مؤلفي الدراسة، فإن التوازن يعدّ مقياساً مهماً لأنه يتطلب مساهمة العضلات، والجهاز الدهليزي المسؤول عن التوازن في الأذن الداخلية، بالإضافة إلى الأجهزة الحسية البصرية والجسدية. ويقول كوفمان إن فقدان التوازن يزيد من خطر السقوط، سواء كان الشخص في حالة حركة أو سكون. وأضاف أن السقوط يمثل خطراً كبيراً على صحة البالغين وكبار السن، حيث يمكن أن يؤدي إلى إصابات جسيمة وعواقب صحية وخيمة.

السقوط بين كبار السن

تُظهر الدراسات أن السقوط غير المقصود هو السبب الرئيسي للإصابات بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً، حيث تنجم معظم حالات السقوط عن ضعف في التوازن. ويمثل التوازن السيء خطراً إضافياً لأنه يعرّض كبار السن لخطر السقوط حتى عند القيام بأنشطة يومية بسيطة أو أثناء الوقوف.

اختبارات قوة القبضة والركبة وأثرها

لإجراء اختبار قوة القبضة، استخدم الباحثون جهازاً مخصصاً لقياس القوة. وفي اختبار الركبة، جلس المشاركون على كرسي وتمت مطالبتهم بمد ركبهم بأقصى قوة ممكنة. وقد أظهرت النتائج أن قوة القبضة والركبة تنخفضان بمرور الوقت مع تقدم العمر، إلا أن التوازن كان أكثر تأثراً من هذين الاختبارين. وكانت قوة القبضة تتدهور بمعدل أسرع من قوة الركبة، مما يجعلها مؤشراً أدق على الشيخوخة من غيرها.

اختبار المشي وأثر العمر

في اختبار المشي، سار المشاركون على ممشى بطول 8 أمتار بوتيرتهم وسرعتهم الطبيعية. ولم يلاحظ الباحثون تغييرات كبيرة في معايير المشي مع تقدم العمر، حيث أشار الدكتور كوفمان إلى أن ذلك قد يعود إلى أن المشاركين ساروا بسرعة طبيعية، وليس بسرعة قصوى، ما جعل تأثير العمر على هذا المعيار أقل وضوحاً.

تأثير العمر على الذكور والإناث في الدراسة

لم تظهر الدراسة اختلافات في معدل انخفاض القوة مع التقدم في العمر بين الرجال والنساء، حيث تبيّن أن قوة قبضة اليد وقوة الركبة لدى المشاركين من كلا الجنسين انخفضت بمعدلات متشابهة. كما لم تظهر أي اختلافات كبيرة بين الجنسين في اختبارات التوازن والمشي، مما يشير إلى أن تأثير التقدم في العمر على التوازن والقوة كان متساوياً بين الذكور والإناث.

الاستفادة من هذا الاكتشاف لتدريب التوازن

يشير الدكتور كوفمان إلى أن الأشخاص يمكنهم استخدام هذه النتائج لتدريب توازنهم، وذلك عن طريق ممارسة الوقوف على ساق واحدة لبضع ثوانٍ يومياً. فهذا التمرين يسهم في تحسين التوازن ويعمل على تنسيق استجابات العضلات والجهاز الدهليزي في الأذن الداخلية للحفاظ على التوازن الصحيح. وإذا تمكن الشخص من الوقوف على ساق واحدة لمدة تصل إلى 30 ثانية، فهذا يعد مؤشراً جيداً على مرونة التوازن والصحة.

ويقول كوفمان: "إن ما لا تستخدمه، سوف تفقده، وإذا استخدمته، فإنك تحافظ عليه. إنه تمرين بسيط، ولا يحتاج إلى معدات خاصة، ويمكنك القيام به يومياً للحفاظ على توازنك وصحتك مع التقدم في العمر."

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير