الحوارات لـ"أخبار الأردن" حول عملية غليلوت: لهم "الذئاب المنفردة" ولنا "التضحيات المنفردة"
قال المحلل السياسيّ الدكتور منذر الحوارات إن في ظل ما يشهده الشعب الفلسطيني من قسوة الاحتلال، وما يمارسه جيش دولة الاحتلال من قوة تدميرية هائلة وعمليات قتل بلا رحمة، تتراجع أمام أعين الفلسطينيين أي فرصة لتحقيق آمالهم في بناء دولتهم المستقلة وحماية حقوقهم المشروعة، سواء عبر المسار السلمي أو عبر المقاومة.
وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن هذا الواقع المرير الذي فرضه الاحتلال بإغلاقه جميع أبواب الأمل أمام الفلسطينيين لم يترك لهم من خيار سوى أن يلجؤوا إلى الدفاع عن أنفسهم عبر عمليات فردية، يستهدفون بها ما يعتبرونه سببًا في معاناتهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية.
وأكد الحوارات أن هذه العمليات، التي قد يبدو للبعض أنها خارج نطاق المتوقع، ليست سوى تعبير عمَّا يعانيه الشعب الفلسطيني من ضغط وتنكيل يومي، يجعل من غير المستغرب أن نشهد توسعًا في هذه العمليات في الفترة المقبلة، في صورة ما يُعرف بأسلوب "الذئاب المنفردة"، غير أن هذا المصطلح لا يعكس تمامًا معنى ودافع هذه العمليات بالنسبة للفلسطينيين؛ والتي تأخذ اسمًا آخر هو "التضحيات الفردية".
وبيّن الحوارات أن الفلسطيني يقوم بها، إيمانًا منه بحقه في حياة كريمة ومستقبل مشرق وأمل في دولة تجمعه وتمنحه الاستقلال، ببذل روحه وتقديم تضحياته الشخصية، في سبيل الدفاع عن حلمه وطموحه المشروع.
في هذا السياق، نوّه إلى أنه لا ينبغي أن يُنظر إلى هذه العمليات كأعمال معزولة أو خارجة عن سياقها؛ بل هي انعكاس لحالة يأس وغضب متراكم لدى شعب تم حرمانه من حقوقه، ومنعته آلة الاحتلال من التعبير عن إنسانيته وسلبته حقه الطبيعي في حياة حرة وكريمة، فهذا الشعب الذي عاش سنوات طويلة من الظلم والتنكيل والقمع، لا يرى أمامه وسيلة تعبير أو مقاومة لفرض وجوده إلا عبر هذه العمليات الفردية التي تحاول استهداف رموز القوة والاحتلال، التي طالما استباحت أرضه وسلبت حقوقه.
وبالتالي، فإن عمليات "التضحيات الفردية" ليست سوى رد فعل طبيعي وتلقائي لأفراد يشعرون بأن الدفاع عن كرامتهم وحقوقهم بات أمرًا مصيريًا لا يحتمل التأجيل، حتى وإن تطلب الأمر مواجهة جيش الاحتلال بصدورهم العارية.