أبو زيد لـ"أخبار الأردن": عملية غليلوت هزّت استخبارات الاحتلال
قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد، في تعليقه على عملية الدهس التي وقعت في منطقة غليلوت شمال تل أبيب، إن هذه العملية تأتي ضمن إطار التصعيد الميداني الذي أشار إليه الناطق باسم المقاومة، أبو عبيدة، في آخر تصريحاته، إذ أوضح حينها أن المرحلة المقبلة لن تقتصر على العمليات في ساحات المواجهة التقليدية، بل ستمتد إلى الداخل المحتل.
وأشار أبو زيد في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، إلى أن العملية لا تعد عملًا فرديًا عشوائيًا، خاصة مع إعلان حركة الجهاد الإسلامي تبنيها بشكل رسمي، ما يعكس وجود تخطيط منظم وتنفيذ مدروس يستهدف زعزعة المنظومة الأمنية الإسرائيلية.
وأوضح أبو زيد أن إصدار الأجهزة الأمنية الإسرائيلية توجيهات بوقف التجمعات في مراكز التجنيد بعد العملية يؤكد أن هناك إشارات استخبارية، وإن كانت غير مؤكدة، عن احتمال وجود مخططات لاستهداف جنود الاحتلال في هذه المواقع، مضيفًا أن هذا التحرك يعكس حالة من الحذر والتوجس داخل الأجهزة الأمنية، التي أدركت بعد فوات الأوان أن هناك ثغرات يمكن أن تستغلها المقاومة لتنفيذ عمليات نوعية.
وبيّن أبو زيد أن هذا النوع من العمليات يندرج في إطار استراتيجية الاستنزاف التي تعتمدها المقاومة، لا سيما مع استمرار التصعيد في قطاع غزة، وأن الهدف الأساسي من هذه العمليات هو إرباك المنظومة الأمنية الإسرائيلية، وخلق حالة دائمة من القلق وعدم اليقين داخل الأراضي المحتلة؛ لتشكيل ضغطٍ نفسيّ وأمنيّ على الجبهة الداخلية.
وعن أهمية الموقع المستهدف، أوضح أبو زيد أن منطقة غليلوت تُعد من أكثر المواقع حساسية وتحصينًا داخل إسرائيل، فهي تضم مقار أمنية واستخباراتية رفيعة المستوى، مثل شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، ومبنى جهاز الموساد، وهما من أعمدة العمل الاستخباري الإسرائيلي.
وذكر أن هذا قد يفسر وجود عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف ضباط وجنود الاستخبارات المشاركين في حماية هذه المنشآت أو العاملين فيها.
ولفت أبو زيد إلى أن غليلوت تحتضن أيضًا وحدة 8200، المعروفة بكونها إحدى أهم وحدات التجسس الإلكتروني في إسرائيل، والتي كانت هدفًا سابقًا لهجوم شنه حزب الله، مؤكدًا أن استهداف موقع بهذه الأهمية يعكس جرأة وتخطيطًا دقيقًا من قبل منفذي العملية، ويبعث برسالة واضحة مفادها أن المقاومة تمتلك القدرة على اختراق التحصينات الأمنية الأكثر صرامة في العمق الإسرائيلي.
وفي ختام تعليقه، شدد أبو زيد على أن هذه العملية تحمل دلالات استراتيجية عميقة تتجاوز الأثر المباشر المتمثل في عدد القتلى والجرحى، فهي تؤسس لمرحلة جديدة من المواجهة، يكون فيها العمق الإسرائيلي عرضة لعمليات نوعية قادرة على استنزاف المنظومة الأمنية وإبقاء الاحتلال في حالة استنفار دائم.