الروسان يكشف لـ"أخبار الأردن" ما يخفيه جيش الاحتلال
قال الخبير العسكري، العميد الركن المتقاعد أيمن الروسان، إن جيش الاحتلال يواجه تحديات داخلية تتعلق بارتفاع معدلات وفاة جنوده، مضيفًا أن القيادة العسكرية تسعى جاهدة للتكتم على أسباب هذه الوفيات وإخفائها عن الرأي العام.
وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن أسباب موت الجنود متعددة، فمنها ما يتعلق بحوادث عمليات عرضية، ونيران صديقة، مرورًا بحالات انتحار وإصابات متعمدة، وصولًا حتى القتل، حيث تُعزى هذه الحالات إلى عوامل نفسية وإرهاق عقلي متزايد بين الأفراد العسكريين.
وبيّن الروسان أن القيادة تكتفي بتقديم تفسيرات عامة وغير محددة، محاولةً إخفاء العيوب الهيكلية في نظامها التدريبي والتجهيزي، مع ما تعانيه من نقص في الاحترافية وغياب العقيدة القتالية.
وذكر أن النيران الصديقة تعود إلى عدة عوامل ترتبط بضعف التدريب وانعدام الاحترافية، حيث إن إدخال تقنيات وآليات وأسلحة جديدة لم يواكبه تدريبات كافية، مما يترك الجنود في مواجهة معقدة مع معدات غير مألوفة لهم.
وأضاف أن حوادث العمليات التي تنتج عن قلة المهارات الفنية تعكس مدى افتقار الجنود للقدرة على التعامل الآمن والدقيق مع المعدات الحديثة، ليبرز بذلك ضعف كبير في مستويات التدريب المهني.
أما على الصعيد العقائدي، نوّه الروسان إلى غياب واضح لعقيدة قتالية تجمع الأفراد العسكريين تحت هدف موحد، إذ يُقاتل معظمهم بدافع الحصول على راتب أو ترقية وليس بدافع عقائدي.
وفي هذا السياق، أكد الروسان: "لا تميز القيادة العسكرية بين وحدات النخبة والوحدات النظامية العادية، ما يعكس خللًا في الاستراتيجية العامة التي يتم بها تأهيل الأفراد، حيث يُزَجُّ بالعديد من المرتزقة والمقاتلين غير اليهود إلى الخطوط الأمامية. هؤلاء، نتيجة غياب الدافع، ويفتقرون إلى الحافز الدفاعي الضروري للحرب، كما أن مستوى الولاء والانتماء منخفض لديهم مقارنة بالجنود الذين تربطهم قناعة راسخة بالمهمة العسكرية".
وفي الجبهة الشمالية تحديدًا، أشار إلى أن تداعيات هذه الإشكاليات العسكرية تظهر في سياق عملية التحشيد التي تتم في مواجهة حزب الله، فانتشار خمس فرق عسكرية على الحدود اللبنانية يعكس تخوفًا كبيرًا من الاحتكاك المباشر مع حزب الله، مما يجعل القيادة تلجأ إلى استراتيجية الزج بقوات المرتزقة من خلال اتباع عقيدة قتالية شرقية، حيث تم مزج هذه العناصر بالقوات اليهودية النظامية لتخفيف الخسائر في صفوف الأخيرة، وإن كانت هذه الاستراتيجية تؤدي إلى إرهاق القوات على المدى الطويل.
"تزداد هذه التحديات تفاقمًا بسبب أزمة التجنيد، خاصة بين الحريديم، الذين يشكل عزوفهم عن الخدمة العسكرية عبئًا متزايدًا على القوات النظامية، ويفتح الباب لمزيد من التساؤلات حول مدى الانتماء الحقيقي، وقد اضطرت القيادة إلى تمديد فترة الخدمة الإلزامية من سنتين إلى سنتين ونصف، ما أدى إلى خفض معنويات الجنود بشكل كبير، حيث يعانون من ضغوط نفسية متزايدة مع زيادة مدة الخدمة في ظل الظروف الصعبة والمتوترة المحيطة بهم"، وفقًا للروسان.
وأكد أن الأحداث الأخيرة أثبتت هشاشة المنظومة العسكرية الإسرائيلية عندما لا تكون مدعومة مباشرة من الولايات المتحدة، فكل خطوة استراتيجية إسرائيلية، سواء كانت استهدافًا لمنشآت نفطية أو نووية أو حتى عمليات اغتيال للقيادات، باتت تخضع لاعتبارات تُفرض من الخارج وتحدّ من حرية التحرك المستقل، مبينًا أن المشهد يظهر وكأن هناك اتفاقًا ضمنيًا، أو على الأقل ضغطًا قويًا، فرض قيودًا على الأداء العسكري الإسرائيلي، وهذا ما ظهر من خلال الرد الإسرائيلي الأخير.