المومنيّ لـ"أخبار الأردن": هذا ما سيحصل في المنطقة
قال عميد كلية الأمير الحسين بن عبد الله الثاني للعلوم السياسية والدراسات الدولية، الأستاذ الدكتور حسن المومني، إن الرد الإسرائيليّ كان حتميًا، نظرًا للتوتر المتصاعد والأحداث المتلاحقة والمتأججة في المنطقة.
وأوضح المومني في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، أنه بدا من الواضح لجميع الأطراف أن الضربة الإيرانية على إسرائيل، مع ما تضمنته من إطلاق نحو 200 صاروخ، ستُقابل بردّ فعلٍ إسرائيلي، مدعوم برغبة واضحة في إظهار قوة ردعية.
وبيّن المومنيّ أن هذا التصعيد لم يكن مفاجئًا، إلا أن الموقف الأميركي تميز بقدرة فذّة على إدارة التصعيد عبر ضبط ردود الفعل وتهدئة الأطراف، مع المحافظة على توازن هشّ، ولكنه ضروري في المنطقة.
وأشار إلى أن الضربة الإسرائيلية، ورغم شدتها، فقد جاءت ضمن حدود مقبولة لدى الأطراف المعنية، فإيران، التي أكدت سابقًا أنها لن ترد إذا كانت الضربة تستهدف أهدافًا عسكرية محددة وتبقى ضمن نطاق معين، قد أظهرت حتى الآن استعدادًا للالتزام بتلك التصريحات، ما يشير إلى فهم دقيق لمحددات الرد الإقليمي والدولي.
ومن الناحية الأمريكية، لفت المومني إلى أن هناك قبولًا ضمنيًا لهذه المعادلة؛ إذ إن إسرائيل من جانبها، وعلى لسان متحدث باسم الجيش، صرّحت بأن الضربة قد انتهت وأن الردّ قد اكتمل، فيما يُفهم منه عدم رغبتها في تصعيد الموقف أكثر مما هو عليه الآن.
ونوّه المومني إلى إن سلسلة الفعل وردّ الفعل قد بلغت نهايتها في هذه المرحلة؛ فقد تم استيعاب الرد الإسرائيلي من قِبل إيران ضمن توافق أمريكي واضح، وهو ما قد يُعزز الجهود الدبلوماسية الحالية، مضيفًا أن هذا التوافق يفتح الأفق أمام مزيد من التحرك الدبلوماسي، خاصة فيما يتعلق بالملفات الأكثر حساسية مثل الجبهة اللبنانية وقطاع غزة، وإذا استمر هذا النهج، فقد نرى مزيدًا من التهدئة والتقدم في مسار التفاهمات الإقليمية، ما يخدم الاستقرار في المنطقة ويخفف من حدة التوترات المتأججة.