مناوشات عابرة أم تمهيد لصراع شامل بين حزب الله وإسرائيل؟... قراءة السبايلة لـ "أخبار الأردن"

{title}
أخبار الأردن -

خاص

قال الخبير في الدراسات الأمنية والاستراتيجية الدكتور عامر السبايلة إن المنطقة تقف على أعتاب أسابيع حافلة من التصعيد العملياتي، حيث لا يزال من المتوقع أن يستمر حزب الله في تنفيذ عملياته الهادفة إلى ضرب الجليل، في إطار سعيه لإظهار رد فعل أمام التحديات الراهنة.

وأوضح في تصريح خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن هذه العمليات، وعلى الرغم من رمزيتها وتأثيرها على معنويات الجبهة، تظل غير كافية لإيقاف التقدم الإسرائيلي الذي يبدو عازماً على تحقيق أهدافه الاستراتيجية، بما في ذلك استهداف الضاحية بشكل مستمر.

بيّن السبايلة أن المؤشرات تدل على أن هذه المرحلة ستشهد مزيدًا من العمليات المتبادلة، التي ستستمر في تصعيد تدريجي، ومن المرجح أن تدوم لأسابيع، خاصة وأن الجانب الإسرائيلي يتبع استراتيجية تهدف إلى تفكيك البنية التحتية لحزب الله وضرب مراكز قوته من الداخل. إذ يسعى الإسرائيليون إلى تقطيع أوصال الحزب وإضعاف قدراته عبر سلسلة من الهجمات المنسقة، ما يجعل من الصعب على حزب الله الاستجابة بشكل يغيّر مسار الأحداث بشكل جذري.

وذكر أن تصعيد حزب الله المتوقع قد يُلحِق خسائر بإسرائيل، لا سيما على صعيد الكوادر والمعدات، غير أن هذه الخسائر لن تصل إلى الحد الذي يجعل إسرائيل تعيد النظر في خططها الاستراتيجية الكبرى. مضيفًا أن القيادة الإسرائيلية ترى في هذا التصعيد خطوة تمهيدية ضرورية لتهيئة الظروف على الأرض لضرب إيران، الأمر الذي بات واضحًا من خلال تسارع وتيرة التحركات على عدة جبهات؛ فإسرائيل تعمل على تأمين هذه الجبهات ضمن مسار شامل يهدف إلى احتواء المخاطر وتأمين مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.

وأكد السبايلة أن التصعيد المتوقع في هذه المرحلة لا يتعدى كونه جزءًا من مشهد أعقد وأعمق، حيث يسعى كل طرف إلى إحداث تغيير في ميزان القوة دون التورط في صراع شامل، في ظل توازنات إقليمية حساسة تجعل من كل خطوة مغامرة قد تترتب عليها تداعيات أوسع.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير