الرداد يتحدث لـ"أخبار الأردن" عن موعد الضربة وجولة بلينكن
قال الخبير الأمنيّ والعسكري الدكتور عمر الرداد إن الحديث عن إرجاء زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى الأردن في جولته الحالية لا يمكن ربطه بشكل مباشر وواضح بالضربة العسكرية الإسرائيلية المحتملة ضد إيران.
وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن التسريبات الإعلامية الأخيرة تفيد بأن هذه الضربة باتت وشيكة، إلا أن الرؤية حول هذا الموضوع ليست مؤكدة أو محسومة بعد، وما يُثار حول تلك الضربة يأتي في إطار تفاهمات أولية تم التوصل إليها بين الولايات المتحدة وإسرائيل وربما إيران بشكل غير مباشر، مع ما تضمنته من تحديد أهداف معينة وحدود لتلك الضربة.
ومع ذلك، ألمح الرداد إلى وجود احتمالات بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد لا يلتزم حرفيًا بما تم الاتفاق عليه مع واشنطن، فنتنياهو، المعروف بسياسته العسكرية المتشددة وميله إلى القرارات المستقلة والفوضوية، قد يذهب بعيدًا في تنفيذ الضربة ضد إيران، متجاوزًا ما تم التفاهم عليه مع الجانب الأمريكي، وهذه الاحتمالية تجعل من الصعب تأكيد ما إذا كان تأجيل زيارة بلينكن مرتبط فقط بهذه الضربة، إذ أن التطورات الإقليمية معقدة وتشمل ملفات متعددة.
فيما يتعلق بجولة بلينكن الدبلوماسية، رأى أن الهدف الرئيس من زيارة بلينكن إلى المنطقة يتعلق بترتيبات ما بعد الحرب الحالية في غزة ولبنان، وليس فقط بالضربة المتوقعة على إيران، مضيفًا أن التركيز على السيناريوهات المحتملة لليوم التالي بعد انتهاء الحرب، يأتي في ضوء الأفكار والمشاريع المطروحة، بما تشمله من خطط إعادة الإعمار، والتسويات السياسية، وضبط الأمن على المدى البعيد.
وأشار الرداد إلى أن التنسيق بشأن الضربة العسكرية المحتملة ضد إيران يتم على مستوى وزارات الدفاع بين الجانبين الأمريكي والإسرائيلي، وليس بين وزارات الخارجية، وهذا يعني أن القنوات الدبلوماسية قد تكون أقل انخراطًا في تفاصيل الضربة نفسها، بينما تُترك الخطط العسكرية والميدانية للتنسيق بين القيادات العسكرية والأمنية في كلا البلدين.
رغم ذلك، أكد الدكتور الرداد أن توقيت الضربة ضد إيران يخضع لحسابات دقيقة ومعقدة لدى كل من إسرائيل والولايات المتحدة، ويبدو أن هذه الحسابات قد وصلت إلى مرحلة متقدمة، بمعنى آخر، إذا ما قررت الأطراف تنفيذ الضربة، فإن الظروف السياسية والعسكرية قد تكون مهيأة لذلك، لكن يبقى الأمر مرهونًا بموازين القوى الإقليمية والدولية، وتطورات الأوضاع في الجبهات الأخرى كغزة ولبنان.
وفي ضوء هذه التحليلات، يبدو أن زيارة بلينكن تندرج ضمن إطار أوسع يهدف إلى التعامل مع التداعيات الإقليمية الكبرى التي قد تترتب على الحروب والضربات العسكرية المحتملة، سواء كان ذلك في غزة ولبنان أو ضد إيران.