قائمة التخصصات الجامعية الصاعدة وتلك المندثرة
يشهد العالم تحولات جذرية في الاقتصاد والتكنولوجيا والتواصل الاجتماعي، وهي تحولات تؤثر بشكل كبير على طبيعة سوق العمل وما يرتبط به من تخصصات جامعية.
صحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية اطّلعت بدورها على أكثر من 10 تقارير لمؤسسات ومعاهد أكاديمية وبحثية عالمية، ليكون اللافت بأن جهود الاطلاع التي وضعته الصحيفة خرجت بقائمة، وهذه القائمة تضم التخصصات التي تنضم إلى جانب الجاذبية والتصاعدية، مقابل تلك التي تنضم إلى جانب الضبابية والاندثار.
التخصصات الجامعية المطلوبة وفق الدراسات:
علوم الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات
يعد مجال علوم الحاسوب واحدًا من أسرع المجالات نموًا في العالم، وتشير تقارير مكتب إحصاءات العمل الأمريكي (BLS) الذي اطلّعت عليه الصحيفة، إلى أن الطلب على متخصصي البرمجة، تحليل البيانات، والأمن السيبراني سيزداد بنسبة تتجاوز 13% بحلول عام 2030، كما أن تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي تسهم في تعزيز الطلب على هذه المهارات، إذ أصبحت كل صناعة تعتمد بشكل متزايد على التحول الرقمي وتحليل البيانات الضخمة لتوجيه قراراتها الاستراتيجية.
الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي
في تقرير نشره منتدى الاقتصاد العالمي (World Economic Forum)، أُشير إلى أن الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى خلق أكثر من 58 مليون وظيفة جديدة بحلول عام 2025، وهذه الوظائف ستكون في مجالات تطوير الخوارزميات، هندسة الذكاء الاصطناعي، الروبوتات، والأنظمة التكيفية التي تستخدم في التصنيع والخدمات اللوجستية والرعاية الصحية.
الهندسة البيئية والطاقة المتجددة
مع الاهتمام المتزايد بمكافحة التغير المناخي وتبني مصادر الطاقة المستدامة، تتوقع تقارير وكالة الطاقة الدولية (International Energy Agency) زيادة كبيرة في الطلب على المتخصصين في الهندسة البيئية والطاقة المتجددة، وهؤلاء الخبراء سيكونون مطلوبين لتطوير أنظمة الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية، طاقة الرياح، وتقنيات الهيدروجين الأخضر.
إدارة الأعمال وتحليل البيانات
يُتوقع أن يزداد الطلب على مديري البيانات والمحللين في السنوات المقبلة، حيث أصبح تحليل البيانات الضخمة (Big Data) أمرًا حيويًا للشركات في مختلف القطاعات، وهذا ما أظهره تقرير McKinsey Global Institute من أن الشركات ستحتاج إلى محللين قادرين على استخراج رؤى هامة من كميات هائلة من البيانات لدعم الابتكار واتخاذ قرارات مبنية على البيانات.
الرعاية الصحية وعلوم الطب
التغير الديموغرافي الذي يشهده العالم، خصوصًا في الدول المتقدمة، حيث تزداد نسبة الشيخوخة في المجتمع، يزيد من الحاجة إلى العاملين في مجال الرعاية الصحية، وهو ما يؤكده تقرير منظمة الصحة العالمية(WHO) ، مشيرًا إلى أنه بحلول عام 2030، سيحتاج العالم إلى 18 مليون متخصص إضافي في الرعاية الصحية، بما في ذلك الأطباء والممرضين والمتخصصين في الصحة العامة.
علم النفس والعلاج النفسي
في ظل التغيرات الاجتماعية وزيادة الضغوط النفسية في المجتمع الحديث، تزايدت الحاجة إلى المتخصصين في علم النفس والعلاج النفسي. وفقًا لتقرير من الجمعية الأمريكية لعلم النفس(APA) ، فإن الطلب على هؤلاء المهنيين قد ازداد بنسبة تتجاوز 15% في العقد الأخير، ومن المتوقع أن يستمر في الارتفاع مع ازدياد الوعي بالصحة النفسية.
التخصصات الجامعية التي يُتوقع اندثارها أو تراجعها:
التخصصات التقليدية في الفنون والعلوم الإنسانية:
تتوقع مؤسسة هارفارد للأبحاث الأكاديمية تراجعًا في الطلب على التخصصات المتعلقة بالفنون والعلوم الإنسانية، مثل الفلسفة والتاريخ، بسبب الابتعاد عن هذه المجالات لصالح تخصصات أكثر تقنية وعملية.
الوظائف الروتينية والمهن التي تعتمد على الأتمتة:
الأتمتة تشكل تهديدًا للعديد من الوظائف التي تعتمد على الأعمال الروتينية مثل المحاسبة التقليدية، والوظائف الكتابية، وأعمال الأرشفة، ووفقًا لتقرير منتدى الاقتصاد العالمي، فإن الأتمتة يمكن أن تلغي ما يصل إلى 85 مليون وظيفة بحلول عام 2025، خصوصًا تلك التي يمكن للروبوتات أو الأنظمة الذكية القيام بها بشكل أسرع وأكثر دقة من البشر.
الصحافة التقليدية:
مع التحول الكبير نحو الإعلام الرقمي والمنصات الاجتماعية، تراجع الطلب على الصحافة التقليدية المكتوبة، وتقرير Reuters Institute لعام 2023 يظهر تراجعًا في عدد المؤسسات الصحفية التقليدية، مع تحول معظمها إلى الإعلام الرقمي، مما يعني تراجعًا في الطلب على الصحفيين التقليديين.
الصناعات اليدوية والتقليدية:
الحرف اليدوية والصناعات التقليدية تواجه منافسة شديدة من التصنيع الآلي والمعدات المتقدمة، وعلى سبيل المثال، الصناعات المتعلقة بالخياطة اليدوية أو صناعة الأحذية والجلود التقليدية قد تندثر تدريجيًا في ضوء التقدم في تقنيات التصنيع والمكننة.
التوجه المستقبلي للتعليم الجامعي:
التغيرات المتسارعة في سوق العمل تفرض على الجامعات ضرورة مراجعة مناهجها وإعادة تصميمها لتواكب احتياجات المستقبل، فالعديد من الجامعات الرائدة بدأت بتبني برامج تركز على المهارات التقنية، التفكير النقدي، والتحليل الإبداعي، فضلًا عن تعزيز القدرات المرتبطة بالتكنولوجيا والعلوم البيئية والذكاء الاصطناعي.
تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) يشير إلى أن الجامعات ستحتاج إلى التعاون مع الشركات والمؤسسات التقنية لضمان أن يكون الخريّج الجامعيّ مجهز بالمهارات التي تتطلبها الثورة الصناعية الرابعة.
ما اجتمعت عليه التقارير التي اطّلعت عليها صحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية هو بقاء التعليم العالي أداة محورية في تأهيل الأجيال القادمة، إلا أن نجاح هذا التأهيل يتطلب مواكبة التخصصات الجامعية لتغيرات السوق، مع التركيز على التكنولوجيا، التحول الرقمي، والرعاية الصحية، إلى جانب المرونة في التكيف مع احتياجات السوق المتغيرة باستمرار.