تحليل لعملية البحر الميت.. الدوافع والنتائج
قدمت منظمة ريماركس لتحليل العنف السياسي، تحليلا للهجوم الذي نفذه أردنيون الجمعة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي بالقرب من البحر الميت على بعد حوالي 3 كيلومترات من مستوطنة إيلوت الإسرائيلية.
وأسفر الهجوم عن إصابة جنديين إسرائيليين، واستشهاد اثنين من المنفذين وانسحاب الثالث إلى داخل الأراضي الأردنية.
وقالت "ريماركس"، إن التحقيقات الأولية تشير إلى أن المهاجمين قد يكونون قد تنكروا بزي جنود أردنيين، مما يزيد من تعقيد الوضع.
وأصدرت القوات المسلحة الأردنية بيانا نفت فيه أي تورط لجنودها في الحادث، مؤكدة أن أي عبور من جانب الجنود الأردنيين إلى الأراضي الإسرائيلية لم يحدث.
ورأت "ريماركس" أن الإحباط المتزايد في المنطقة يدفع نحو زيادة في الهجمات الفردية (الذئاب المنفردة)، وهذه الأعمال غير المنسقة تشبه حوادث مماثلة وقعت في الثمانينيات، حيث كان هناك نمط من المحاولات المتكررة للأردنيين للتسلل إلى إسرائيل، مع الإشارة إلى أن هجوم البحر الميت الأخير هو الثاني في فترة قصيرة، مما يمثل تطورا ملحوظاً.
وأضافت أن هذا الهجوم يعيد إلى الأذهان الطرق القديمة مثل التسلل عبر الحدود لشن هجمات صغيرة. إلى تحول نحو العنف اللامركزي الذي يصعب على السلطات التنبؤ به ومنعه.
ولفتت "ريماركس" إلى أن حركة حماس تحت ضغط كبير، ربما بسبب الأوضاع في غزة، وهي تحاول تحويل الانتباه من خلال تشجيع الهجمات الخارجية، مثل تلك التي تأتي من الأردن ولذلك قامت بتمجيد هذا الهجوم، وهذا التكتيك يساعد في تحويل التركيز إلى القضية الفلسطينية ويقلل الضغط على حماس من الداخل.
وقال إن الأردن يواجه معضلة، حيث يزداد الإحباط الشعبي بسبب ما يحدث في غزة. مع تزايد الهجمات التي تشمل مواطنين أردنيين، يواجه الأردن ضغوطاً للحفاظ على السلام مع إسرائيل والتعامل مع تصاعد الاستياء العام.
استنتاجات مجموعة ريماركس لتحليل العنف السياسي:
أولا: الطبيعة التي لا تعتمد على قيادة مركزية لهذه الجماعات المسلحة تشير إلى زيادة في الهجمات الفردية. على الرغم من غياب القيادة المركزية، فإن جودة إنتاج الفيديوهات الخاصة بهم تشير إلى تنسيق واضح. خاصة في إنتاج محتوى جهادي يعرض وصايا المنفذين. قد تعود مثل هذه الفيديوهات إلى الساحة. مما يشير إلى احتمالية عودة هذه التكتيكات.
ثانيا: بالرغم من أن هذه الجماعات تعمل بشكل مستقل، إلا أنها لم تتمكن من الاندماج مع منظمات أكبر مثل كتائب القسام. ومع ذلك، فهى تستمر في تشجيع الأردنيين على تنفيذ هجمات مشابهة، حيث تصور هذه المهام على أنها أعمال استشهادية، مع بث وصايا المنفذين كجزء من التحضير لما يبدو أنه عمليات انتحارية.
ثالثا: تاريخياً، شكلت الهجمات الانتحارية تهديداً أمنياً كبيراً لإسرائيل. على سبيل المثال، خلال الانتفاضة الثانية أدى موجة من هذه الهجمات إلى بناء الحاجز في الضفة الغربية، وتطبيع هذه الهجمات الفردية يمثل مصدر قلق، حيث يعكس المخاطر التي شهدتها النزاعات السابقة وقد يشير إلى تهديد أمني متطور في المنطقة.