المغاربة لـ"أخبار الأردن": استشهاد السنوار نتج عن اشتباك روتيني بمحض الصدفة
خاص
قال الخبير العسكري محمد المغاربة إن استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار يحمل دلالات عميقة تشير إلى أن ملف الأسرى في غزة لم يعد ضمن أولويات إسرائيل، وهو ما يتضح من تحول تركيزها نحو الساحة اللبنانية.
وأوضح في تصريح خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن هذا التحول يعكس فهمًا إسرائيليًا واضحًا بأن قضية الأسرى في غزة قد انتهت، أو على الأقل لم تعد ذات أهمية استراتيجية بالنسبة لها. ومن هذا المنطلق، لم يعد للسنوار ذات الثقل الذي كان يُعطى له سابقًا في حسابات القيادة الإسرائيلية.
وبيّن المغاربة أنه من الواضح أن العملية التي أسفرت عن استشهاد السنوار لم تكن تحت إشراف مباشر من القيادة العسكرية أو الاستخباراتية الإسرائيلية، سواء في رئاسة الأركان أو على مستوى أجهزة الأمن. بل إن استشهاده جاء في سياق اشتباك روتيني بين وحدات عسكرية إسرائيلية كانت تتحرك في المنطقة لأسباب تكتيكية بحتة. وأن وجود السنوار في ذلك المبنى لم يكن ضمن المخططات الإسرائيلية، ولكنه على ما يبدو أدرك أن تحركات تلك الوحدة قد تعني أنه كان هدفًا، وأن اكتشافه كان وشيكًا، وهو ما دفعه للاعتقاد بأن الوحدة كانت تسعى إلى محاصرته.
وأشار إلى أن هذا الاعتقاد دفع السنوار، مع مجموعته المرافقة، إلى المبادرة بالاشتباك مع القوات الإسرائيلية، وهو ما أدى إلى استشهادهم. وما يثبت أن العملية لم تكن مخططة من قبل إسرائيل هو الفوضى التي رافقت نشر خبر استشهاد السنوار. فالتسريبات الإعلامية التي خرجت من الميدان جاءت غير منسقة، وكانت فردية إلى حد كبير، حيث نُشرت صور ومعلومات بشكل عشوائي لا يتناسب مع الأسلوب الإسرائيلي المعتاد في العمليات المماثلة.
وعادةً ما تكون عمليات الاغتيال التي تقوم بها إسرائيل مصحوبة بتغطية إعلامية دقيقة ومنظمة، تبدأ بإعلان فوري عن نجاح العملية، يتبعه بث صور ومقاطع مصورة تظهر القيادات السياسية والعسكرية الإسرائيلية في غرفة العمليات التي تشرف على العملية، بما في ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وكبار القادة العسكريين. وفي مثل هذه العمليات، يتم تسليط الضوء على مدى التخطيط المحكم والتنسيق المسبق، إلى جانب الاحتفال بالإنجاز التكتيكي، وفقًا لما صرّح به المغاربة لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية.
وذكر المغاربة أن غياب التنظيم الإعلامي، وعدم الظهور المعتاد للقيادات الإسرائيلية، يشير بشكل واضح إلى أن العملية لم تكن مدروسة مسبقًا، وأن إسرائيل لم تكن تتوقع أو تخطط لاستهداف السنوار في هذا الوقت أو بهذه الطريقة. وأن ما حدث كان أقرب إلى الصدفة البحتة، حيث تواجد السنوار في المكان الخطأ في الوقت الخطأ، ما أدى إلى نهايته.
وقال إن هذه المفاجأة في استشهاد السنوار قد تكون لها تداعيات استراتيجية بعيدة المدى. فمن جهة، قد يؤدي استشهاده إلى تغيير في طبيعة القيادة داخل غزة، ومن جهة أخرى، قد تدفع هذه العملية غير المخططة القيادة الإسرائيلية إلى إعادة تقييم استراتيجياتها الأمنية والاستخباراتية.