سمّور يكشف عبر "أخبار الأردن" ما تطمح إليه إسرائيل في الدول العربية

{title}
أخبار الأردن -

 

قال الكاتب والباحث في الشؤون الإسرائيلية سري سمور إن أي محاولة لتقديم رؤية مستقبلية دقيقة لما ستؤول إليه الأمور في الوقت الراهن أو حتى في فترات سابقة هي محاولة متسرعة وغير مكتملة.

وأوضح في تصريح خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، ضمن ملفها "عام على 7 أكتوبر"، أننا لا نزال في خضم حدث ديناميكي أشبه بطوفان يجرف أمامه كل شيء، أو يكاد، إلا إذا كان البعض يشك في حقيقة هذا الطوفان. وبالتالي، يصعب جدًا على أي محلل أو مراقب، مهما بلغ من العلم والخبرة والحنكة، أن يحدد ملامح المستقبل بدقة في ظل هذا الاضطراب. إلا أنه من المؤكد أن الأمور بعد الطوفان لن تكون كما كانت قبله؛ فإسرائيل اليوم لم تعد تسعى إلى إقامة علاقات طبيعية، إن صح التعبير، مع دول المنطقة، وأعني بذلك الدول العربية تحديدًا.

الدول العربية والانحياز إلى السلام من منطلقات مضللة

وأشار سمور إلى أن بعض الدول العربية انحازت إلى السلام، لكن من منطلقات مضللة، أبرزها الاعتقاد بأن إسرائيل، إذا ما اعترفنا بوجودها على ثلاثة أرباع أرض فلسطين، ستتركنا وشأننا، وسنحقق الازدهار والاستقرار. وهذا التصور هو محض خرافة ووهم تم ترويجهما بعناية، إضافة إلى تلك الأفكار الساذجة التي تروج لتكامل الموارد العربية مع العقلية الإسرائيلية، وكأن العرب ليس لديهم عقول وإبداع.

ونوّه إلى أن هذا الاعتقاد إهانة صريحة للعرب، ومع ذلك، ترفض إسرائيل حتى هذا التصور المتواضع، إقامة علاقات متكافئة أو طبيعية، بل تطمح إلى علاقة سيادة مطلقة، حيث تعتبر نفسها السيد المطلق، والعرب مجرد عبيد لها. ومن لا يقبل بهذه العلاقة، فعليه أن يتوقع ما تفعله إسرائيل في غزة ولبنان.

إسرائيل تهرول نحو استعباد العرب والمسلمين

والمثال الأوضح هو أن إسرائيل تريد إما أن تحكم العرب والمسلمين، وفي مقدمتهم الفلسطينيين، أو أن تضعهم تحت نير العبودية الكاملة. وللأسف، فإن معظم العرب إما غافلون عن هذا الواقع أو يرفضون الاعتراف به، أو حتى عاجزون عن مواجهته. ويمكن تفسير ذلك بعوامل مختلفة، منها الجهل، ومنها العجز، وربما الخوف أو المصلحة، لكن الواقع هو أن إسرائيل لم تعد ترغب في سلام ولا في تعاون. حتى إن اتفاقيات التطبيع لم تعد تُذكر اليوم؛ فإسرائيل تسعى الآن إلى إخضاع الشعوب العربية والإسلامية، ومن يرفض هذا الخضوع، فإن مصيره هو القتل والقمع، وهو ما نراه بوضوح.

واستهجن سمور تحكم أقلية صغيرة في 400 مليون عربي وملياري مسلم، حتى لو كان معظمهم في حالة من الخنوع. إلا أن الطموح الإسرائيلي لا يكتفي بهذا الخضوع؛ فهي تريد من هذه الشعوب أن تعلن عبوديتها التامة لها، بلا كرامة ولا تحفظ. وهذا النوع من العلاقات، الذي يفتقد إلى أي قدر من التكافؤ أو العدالة، هو وضع غير طبيعي تاريخيًا، وسينفجر في وجه إسرائيل عاجلًا أو آجلًا. مضيفًا أن بعض الأنظمة العربية الرسمية كما نعرفها الآن في طريقها إلى الزوال، وفي السنوات القليلة القادمة، لن يكون هناك بقاء لنفس الأنظمة أو لنفس السلوك الذي نراه اليوم.

تابعوا أخبار الأردن على
تصميم و تطوير