محللان لـ"أخبار الأردن": شهية إسرائيل مفتوحة تجاه الأردن

{title}
أخبار الأردن -

 

قال الكاتب والباحث في الشؤون الإسرائيلية، سري سمور، إن إسرائيل منذ نشأتها لا تعرف حدودًا لأطماعها، إذ تستند في سياستها إلى مبدأ التوسع الجغرافي والسياسي المستمر، لكنها تتبع نهجًا براغماتيًا يفرض ترتيب الأولويات وفقًا للظروف الإقليمية والدولية.

وأوضح سمور، في تصريح خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، ضمن ملفها "عام على 7 أكتوبر"، أن إسرائيل تنظر حاليًا إلى الوضع في الأردن على أنه يخدم مصالحها بشكل فعّال، فهي ترى في الحدود الأردنية بوابة آمنة نسبيًا مقارنة بغيرها من الجبهات الملتهبة في المنطقة، لا سيما إذا نظرنا إلى الحوادث الحدودية القليلة التي وقعت بين البلدين على مدى العقود الماضية، مثل حادثة الدقامسة التي وقعت قبل حوالي 30 عامًا، مقارنة بالحدود اللبنانية، التي تشهد اضطرابًا متكررًا وحالة من التوتر شبه الدائم.

وبيّن سمور أن إسرائيل ستلتفت إلى الأردن ومصر بعد أن تستكمل تنفيذ مخططاتها التوسعية في مناطق أخرى، منوهًا إلى ضرورة إدراك أن إسرائيل، رغم توقيعها اتفاقيات سلام مع الأردن ومصر، لا ترى في هذه الاتفاقيات نهاية لأطماعها، بل تعتبرها مرحلة تكتيكية مؤقتة لتحقيق مصالحها على المدى الطويل.

وأشار إلى أن الفرضية التي تقول بأن السلام سيجعل إسرائيل تتخلى عن فكرة التهجير، وأن توطين الفلسطينيين في الدول المجاورة مثل مصر والأردن سيكون خارج إطار النقاش، هي فرضية خاطئة. فمصر، حسب السيناريو الذي وضعته إسرائيل، كانت ستتحمل مسؤولية استيعاب سكان غزة، بينما كان يُتوقع من الأردن أن يستوعب سكان الضفة الغربية.

وقال سمور إن العقلية الصهيونية التي تحكم إسرائيل لم تتغير. صحيح أن خطط التوسع قد تم تأجيلها، لكن هذا التأجيل لا يعني إلغاءها، بل قد يكون تكتيكًا مرحليًا يُستخدم لإضعاف الدول المحيطة وتحضير الأرضية للتوسع في المستقبل. ومع مرور الوقت، تجد الشعوب العربية نفسها محاصرة في واقع يُخدرها سياسيًا واقتصاديًا، مما يقلل من قدرتها على مواجهة هذه المخططات.

مخول: إسرائيل تسعى إلى اقتلاع الشعب الفلسطيني

من جانبه، أكد خبير الشؤون الإسرائيلية الفلسطيني، أمير مخول، سعي إسرائيل إلى اقتلاع الشعب الفلسطيني من غزة بشكل كامل، وعودة مشاريع تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية برمتها، مثل "خطة الحسم" التي تهدف إلى تهجير الفلسطينيين نحو الأردن، وخلق واقع جغرافي خالٍ من الوجود الفلسطيني في فلسطين، في وقت تبقى شهيتها مفتوحة تجاه الأردن.

وأضاف أنه في حال تمكنت إسرائيل من تنفيذ ذلك، فإنها تسعى أيضًا إلى تحويل الأردن إلى "الوطن البديل"، وهو مشروع يهدد الأمن القومي الأردني، بل وحتى الأمن القومي العربي بشكل عام.

وتابع مخول أن هذه المشاريع تعكس عقلية انتقامية متجذرة في الفكر الصهيوني، تسعى لتغيير وجه المنطقة. إلا أن إسرائيل تفتقر إلى القوة اللازمة لتحقيق هذه الطموحات. وأضاف أن السيناريو الأكثر احتمالًا هو استمرار ما نشهده حاليًا من حرب إبادة واستنزاف ضد الشعب الفلسطيني، في إطار مشروع تهجير قسري لم يختفِ يومًا من العقلية الإسرائيلية، ولكنه ليس قرارًا إسرائيليًا بحتًا، بل هو جزء من عقيدة استعمارية عميقة.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير