الحباشنة: لا يمكن إعادة صهر الشباب الأردني وطنياً إلا بالمعسكر
رصد
يرى وزير الداخلية الأسبق سمير الحباشنة أن في المرحلة الأولى كانت بنية الدولة الصهيونية تقبل عملية السلام أو الشراكة أو ما شابه، وكان هناك تفاؤل في عملية السلام. لكن الأمر انتقل إلى المرحلة الثانية في عام 1977، حيث بدأ التشدد في رؤية الصهيونية في عهد رابين، ومع بدء مرحلة اليمين الصهيوني التلمودي الذي لا يقبل السلام.
وأكد الحباشنة، في لقاء نظمته لجنة الصداقة اليونانية الأردنية في النادي الأرثوذكسي، ورصدته صحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، الاثنين، أن كثيرًا من السلطة الإسرائيلية هم "داعشيون" اليوم، حيث يتضح مشروعهم الصهيوني أنه ليس في إطار فلسطين فقط، بل له امتدادات لا أحد يعلم أين تصل.
وأفاد أن حرب 1967 أوضحت أن حدود الإسرائيليين تمتد إلى حيث يصل البسطار الإسرائيلي.
وأشار الحباشنة إلى حديث الوزير الإسرائيلي سموترتش الذي قال فيه إن حدود القدس تمتد إلى دمشق، وأن نتنياهو عرض خارطة لإسرائيل إما بالهيمنة العسكرية المباشرة أو بالسلطة الاقتصادية.
وأردف أن العرب اليوم يقدمون ملعبًا لفرق كرة قدم "لفريق إسرائيلي وإيراني وتركي وأمريكي وروسي" تتنافس على المصالح العربية، لافتًا إلى أنه إذا سال الدم، يتحول الأمر إلى شغب ملاعب، وهذا المشهد يتكرر في كل البلاد العربية، حيث يسيل الدم العربي لمصالح ليست عربية.
واستذكر الحباشنة أن هبة نيسان حدثت في غياب جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال، وتوقع الجميع أن يعود ليعلن الأحكام العرفية، لكنه عاد ودعا للحوار الوطني وشكل لجنة الميثاق الوطني، والتي مثلت فيها كافة ألوية الدولة الأردنية من أقصى اليمين إلى اليسار، ورسمت ملامح لمرحلة جديدة، وتضمنت إلغاء الأحكام العرفية والسماح بالعمل الحزبي وتحرير الصحافة وتنفيذ حزمة كبيرة من الإجراءات.
وتابع أنه في مرحلة الربيع العربي كانت كل الدول من حولنا تعاني من الدماء والحروب والقتل، بينما في الأردن شكل جلالة الملك عبدالله لجنة حوار وطني ولجنة لتعديلات دستورية، وتم استيعاب المرحلة وفهم متطلباتها والتغلب على تلك الحقبة.
وأكد أن الإخوان المسلمين لم يدخلوا في مرحلة "كسر عظم" مع الدولة الأردنية، وهذا شيء مهم لأن الدولة تستطيع التعايش مع الحركات الإسلامية، كيلا يتم اللجوء إلى العمل السري الذي يدعو إلى الإرهاب والتشدد.
الشعب الأردني، وفق الحباشنة، يتأثر اليوم بالرياح القادمة من الخارج لأنه نموذج للعيش المشترك من الأعراق والأديان والأجناس، ويعتبر حالة إيجابية تُحتذى عربياً.
وأكد أن الشباب الأردني يتأثر حاليًا بالرياح الخارجية بقضايا دينية كسُني وشيعي، وجهوية كفلسطيني وأردني، لافتًا إلى أنه لا يمكن إعادة صهر الشباب الأردني وطنياً إلا من خلال المعسكر.