السبايلة لـ"أخبار الأردن": 7 أكتوبر غيّر معادلة الصراع بين إيران وإسرائيل

{title}
أخبار الأردن -

 

قال الباحث في الدراسات الأمنية والاستراتيجية الدكتور عامر السبايلة إن فكرة الطوق الأمني أو المثلث الأمني، تهدف إلى جعل إسرائيل دائمًا في موضع تهديد، باستخدام أدوات قادرة على نقل الأزمة إلى الداخل الإسرائيلي.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أنه كان من المهم بالنسبة لها التركيز على الجغرافيا، حيث تُعتبر الجغرافيا الأمنية لإسرائيل ضرورية، ويبدو أن جنوب لبنان هو النقطة الأبرز والأهم، وهو ما كان واضحًا في تحول إيران إلى داعم قوي لملف غزة، خاصة مع بروز حركة الجهاد كتيار موالي لإيران، وسعيها لدعم حركة حماس.

وبيّن السبايلة أن الرغبة الإيرانية في استثمار الجغرافيا السورية، ظهرت في إطار إحاطة إسرائيل بطوق من التهديدات الأمنية؛ إذ تسعى إيران إلى خلق ميليشيات تحيط بإسرائيل، تكون قادرة على تهديدها وفتح جبهات متعددة، مما ينقل الأزمة الأمنية إلى داخلها، مع بقاء حزب الله هو الأساس في هذه المعادلة، فهو يشكل العنصر العقائدي الذي يتفوق على كونه مجرد حليف، ويعتبر جزءًا من التركيبة الأمنية الإيرانية.

وقال إنه بدأ يظهر مناخ دولي رافض للاستثمار في هذه الميليشيات، مما يجعل إيران تواجه تحديًا حقيقيًا لم تشهده من قبل، ففي السابق، كان هناك مناخات في الولايات المتحدة وإسرائيل تسعى لضرب إيران، لكن لم تكن فكرة تأمين الجغرافيا الإسرائيلية من التهديد مطروحة.

وذكر السبايلة أن فشل حرب 2006 وفشل الحرب على حماس في 2008، غيّر المعادلة مع وصول أوباما، حيث تم السعي لاحتواء إيران، إلا أن تاريخ 7 أكتوبر، كان سببًا في أن تتخذ إسرائيل قرارًا بالاستفراد بجبهاتها وتستهدف غزة والضفة الغربية، وتوجه ضربات كبيرة لحزب الله، ليعني ذلك أنه من المنطقي الآن التفكير في ضرب إيران في الداخل، وتحديدًا الحرس الثوري، وبدء الحديث عن ضرورة إنهاء فكرة الميليشيا والسلاح.

اليوم، تتجه المنطقة نحو مشروع اقتصادي كبير يربط بين الهند وأوروبا، يتطلب وجود جغرافيا آمنة من الموانئ البرية والبحرية، كما أن وجود الميليشيات والسلاح يمثل تهديدًا لأي مشروع اقتصادي قادم، وبدأت الدول ترى، بعد التحرك نحو الحوثيين وضرب التجارة العالمية، أنه لا يمكن التعايش مع هذه الظاهرة التي تشكلت في الشرق الأوسط على خلفية أزمات امتدت لأربعة عقود.

لذلك، نحن اليوم أمام استحقاق حقيقي لمواجهة هذه التنظيمات غير الرسمية التي تشكل دولة داخل الدولة، ومن الواضح أن ما يقوم به الإسرائيليون سيجد غطاء دوليًا، كما حاولوا الفصل بين استهداف غزة وحماس، وكذلك حزب الله، مع عدم استهداف لبنان، إضافة إلى استهداف الحشد الشعبي دون المساس بالعراق، وفقًا للسبايلة.

وأوضح أنه بعد 7 أكتوبر، شهدنا تحولًا في الأوضاع، حيث بدأ الإسرائيليون فتح جميع الجبهات لقناعتهم بأن هذه الجبهات يمكن أن تكرر حدث 7 أكتوبر، ولكن في جوهر الأمر، سيؤدي ذلك بلا شك إلى مواجهة مع إيران، ما يبدو أن إيران اليوم تفتقر إلى القدرة الضاربة نتيجة التطورات الجارية، وهو ما يجعلها تتعرض لضغوطات قوية، مع تزايد القناعة الدولية بضرورة مواجهة هذه التهديدات.

تابعوا أخبار الأردن على
تصميم و تطوير