الاخبار العاجلة
مهند مبيضين.. وزير الربع ساعة الأخيرة أمام الاشتباك مع ملفات مهمة أو الهرب منها

مهند مبيضين.. وزير "الربع ساعة الأخيرة" أمام الاشتباك مع ملفات مهمة أو الهرب منها

لم يكن تسلم الدكتور مهند مبيضين لحقيبة الإعلام في التعديل الوزراي السابع على حكومة بشر الخصاونة، مفاجئا لولا أنه جاء في سياق "معمعة" توزير النائبين عمر العياصرة وخير أبو صعيليك.

"صالونات عمان"، تقول إن مبيضين كان وُجهة لبوصلة رئيس الوزراء بشر الخصاونة، لتسليمه حقيبة الثقافة، لما يمتلكه من خبرة ورؤية ثقافية ومشروع ثقافي يؤهله لهذا الموقع، لكن فشل مقترح توزير النواب في الدقائق الإضافية لمباراة التعديل، أعادت ترتيب الأوراق ليتقدم الوزير للمبيضين حقيبة الإعلام.

فالرجل الذي تبلغ بالحقيبة في "الربع ساعة الأخيرة" بعد الإطاحة بالتوجه لتوزير نائبين، يُعد أحد أبرز وجوه المشهد الإعلامي في الأردن التي تحظى بقبول واحترام، وله سيرة ذاتية حافلة في "الكار"، فضلا عن طروحاته التي تحظى باهتمام في المجالات العامة والسياسية والأكاديمية والحريات.

مبيضين المولود في الكرك عام 1973، سبق أن تسلم مهام الناطق باسم اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، وقدم برامج حوارية على شاشة التلفزيون الأردني وفضائية رؤيا، وبرز في كتاباته للعديد من الصحف المحلية والعربية وتوليه مواقع مسؤولية في بعضها، فيما كان قبل أن يقفز إلى "الوزارة"، مدير عام (غير متفرغ) لمركز التوثيق الملكي الأردني الهاشمي في الديوان الملكي الهاشمي)، وعميد شؤون الطلبة في الجامعة الأردنية، وأستاذ التاريخ العربي الحديث في الجامعة ذاتها، ونائب رئيس جمعية المؤرخين الأردنيين وتسلم موقع نائب رئيس الجامعة الاردنية قبل أيام من تسلم حقيبة الاتصال الحكومي.

ومبيضين أمام مهام تقليدية يدركها جيدا، إلا أن المهمة الأصعب تتمثل في مدى قدرته على تحقيق اختراقات في ردم هوة الثقة في الخطاب الرسمي من جهة، وتفعيل وتنشيط الاشتباك الإعلامي الحكومي، وهنا لا يمكن القفز عن التذكير بـ"إجراء حميد" شهدته حكومة عمر الرزاز، عندما حرصت وزير الإعلام في حكومته جمانة غنيمات على الظهور بإيجاز أسبوعي يضع الأردنيين في صورة مختلف التطورات، ويتيح لوسائل الإعلام طرح الأسئلة والاستفسارات وجها لوجه.

ذلك الإجراء إن أعيد إلى الواجهة، سيقفل باب الانتقادات التي عادة ما تلاحق الحكومة في غيابها عن المشهد العام إعلاميا، وترك العديد من القضايا والمستجدات بلا "خطاب رسمي"، في سلوك يؤشر على "ضعف"، ويؤشر في الوقت ذاته على أنها تتجنب الوقوع في فخ "الروايات المهزوزة" لا سيما عندما يتعلق الأمر بمواضيع عالية السخونة.

وفي الحديث عن المهام، ولأن المقام لا يتسع للتعمق في التفاصيل، فإن من أبرز تلك المهام والتي يمكن وصفها بـ"المحورية"، هي إعادة إنتاج الخطاب والأداء الرسمي سواء للدولة أو الحكومة، في تعاملها مع الأحداث وتحديدا الساخنة منها، بالابتعاد عن النهج التقليدي الذي ما يزال يعيش في حقب الماضي، في مقابل إجراء جراحات في "وسائل إعلام الدولة" تستهدف تصحيح مسارات ترتبط بأدائها بشكل عام، وهي المقيدة بنهج متوارث لم يعد صالحا في ظل تطور "خطابات الدول" الموجهة سواء لشعوبها أو للخارج. 

اختيار مبيضين من حيث المبدأ، خطوة موفقة ومريحة، لكن يبقى أداء الرجل هو الفيصل وتحديدا في مدى اشتباكه مع المهام المعقدة أو الهرب منها، لا سيما أنه بات تحت مجهر الأردنيين أكثر من أي وقت مضى، وهو الذي يدرك جيدا أن مجهرهم "دقيق جدا.. وربما لا يرحم"، وله في وزراء سابقين عبرة وعظة.  


تنويه.. يسمح الاقتباس وإعادة النشر بشرط ذكر المصدر (صحيفة أخبار الأردن الإلكترونية).