الدعجة لـ"أخبار الأردن": التصعيد الإقليمي يضع الأردن في حالة تأهب قصوى
للكاتب والمحلل الأمني د. بشير الدعجه.
تعيش المنطقة لحظات استثنائية، تتسم بتصاعد غير مسبوق في التوترات العسكرية، ويبدو أن كل دولة تجد نفسها أمام اختبار حقيقي في قدرتها على حماية أمنها واستقرارها وسط هذا التصعيد. وفي هذا السياق، جاء تصريح القوات المسلحة الأردنية واضحًا وصريحًا: الأردن ليس بمنأى عن هذه التطورات، وهو مستعد للتعامل مع أي تهديد يطال أمنه.
الإعلان عن وضع التشكيلات والوحدات العسكرية في حالة التأهب القصوى يعكس حساسية الوضع الراهن. فإطلاق المئات من الصواريخ الإيرانية باتجاه إسرائيل، وما يرافقه من توتر إقليمي، يحمل إشارات واضحة بأن المنطقة بأكملها قد تنجرف نحو تداعيات أكبر وأكثر تعقيدًا. الأردن، بموقعه الجيوسياسي الحساس، يجد نفسه في قلب هذه العاصفة. لكنه، كما أشار البيان العسكري، على أتم الاستعداد لمواجهة أي تطور قد يهدد أمن المملكة.
إن الحديث عن الجاهزية اللوجستية والعملياتية للقوات المسلحة الأردنية يعكس استشعار القيادة العسكرية للمخاطر المحدقة. فالأردن ليس مجرد مراقب للأحداث المتسارعة على الساحة الإقليمية، بل هو جزء من منظومة دفاعية واستراتيجية تهدف إلى حماية حدوده ومواطنيه من أي تأثيرات جانبية للصراع. لقد أثبتت القوات المسلحة الأردنية عبر التاريخ أنها على قدر المسؤولية، حيث تتعامل بحكمة ويقظة مع مختلف التحديات، وتواصل ضبط الحدود بكفاءة عالية.
وفي ظل هذا التصعيد، لا بد من الإشادة بقدرة الجيش الأردني على العمل تحت ضغط كبير، ومع ذلك يحافظ على هدوءه وتركيزه في تنفيذ المهام الموكلة إليه. القيادة الأردنية، عبر هذا البيان، أرادت طمأنة الشعب بأن الأمور تحت السيطرة، وأن الجيش مستعد لأي سيناريو، مهما كان مفاجئًا أو خطيرًا.
من وجهة نظر تحليلية، فإن الأردن، على الرغم من تحدياته الداخلية والإقليمية، يبقى قوة إقليمية قادرة على الحفاظ على استقراره. ورغم أن الأحداث في المنطقة تشهد تسارعًا نحو مواجهة مفتوحة بين قوى كبرى، فإن قدرة الأردن على المناورة السياسية والعسكرية تجعل منه حصنًا صامدًا في وجه هذه التهديدات. فالمملكة، بفضل حكمة قيادتها وقوة جيشها، تعرف كيف تحمي نفسها في الأوقات الحرجة.
الرسالة إلى المواطنين جاءت واضحة أيضًا: يجب الابتعاد عن الشائعات والتحلي بالمسؤولية. فالجيش الأردني، بجاهزيته الكاملة، لا يحتاج إلى تعكير الأجواء الداخلية عبر معلومات غير دقيقة. بل إن الشفافية التي تظهرها القيادة العسكرية في هذا الوقت الحساس تعزز من ثقة الشعب في قدرة دولته على مواجهة هذه الأزمات المتتالية.
في النهاية، لا يمكن إنكار أن المنطقة تواجه مرحلة خطيرة وغير مسبوقة. لكن الأردن، بقيادته الواعية وجيشه المدرب، سيظل قادرًا على الوقوف بحزم أمام أي تهديد، مهما كانت حدته. لا شك أن التحديات القادمة ستكون صعبة، لكن المملكة أثبتت مرارًا وتكرارًا أنها قادرة على تجاوز أصعب المراحل، بفضل جاهزية قواتها المسلحة والتلاحم بين القيادة والشعب... وللحديث بقية.