خبير عسكري: الاحتلال يخسر استراتيجيا

 

قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد في تحليله للمشهد في غزة وجنوب لبنان إن نجاح المقاومة في السيطرة على آليات وطائرات مسيرة للاحتلال يثبت زيف رواية الاحتلال التي أعلن فيها قبل أسابيع القضاء على لواء رفح. وأشار أبو زيد إلى أنه بعد سحب فرقة المظليين 98 من غزة قبل عدة أيام، لم يتبقَّ من قوات الاحتلال سوى الفرقة المدرعة 162 التي تقاتل في رفح، ولواء الإسكندروني، واللواء المدرع/8 في محور نتساريم، وذلك بعد أن كانت خمس فرق تقاتل في غزة في بداية العمليات العسكرية.

وأضاف أبو زيد أن المقاومة تعمل بوتيرة هادئة لتحقيق ثلاث تكتيكات، وهي: عمليات ذات رسائل سياسية، كما يحصل في رفح؛ البحث عن الفرصة العملياتية؛ وعمليات منخفضة الحدة. هذا التكتيك يرسم ملامح مرحلة استنزاف طويلة تسعى المقاومة لتحقيقها لإرهاق قوات الاحتلال المتبقية في غزة، التي تقاتل منذ 352 يومًا.

وفي حديثه عن الأوضاع في جنوب لبنان، قال أبو زيد إن الاحتلال حاول الحفاظ على زمام المبادرة ويريد تحقيق إنجازات متراكمة دون إعطاء حزب الله الفرصة لإعادة تنظيم صفوفه وتجريده من القدرة على شن عمليات ضد شمال الأراضي المحتلة. لكن يبدو أن حزب الله بدأ في استعادة قدراته وانتزاع زمام المبادرة من خلال الرشقات الصاروخية التي أطلقها فجر الأحد ووصلت إلى عمق الأراضي المحتلة، حيث يُعتبر استهداف قاعدة ومطار "رامات ديفيد" بعشرات الصواريخ من نوع "فادي-1" و"فادي-2" نقطة يمكن اعتبارها جزءًا من إعادة بناء قدرات حزب الله، لكن من المبكر الحكم على تعافي سلسلة قراراته بشكل كامل.

وأكد أبو زيد أن العمليات ضد حزب الله انتقلت من نطاق الاستهداف الجغرافي إلى نطاق استهداف البنية التنظيمية للحزب. وأوضح أن حساب الربح والخسارة في هذا النوع من العمليات غير التقليدية لا يقاس بالضربات الجوية فقط، بل بحساب النقاط التي لا تزال المقاومة تتفوق فيها، سواء في غزة أو جنوب لبنان، حيث لم يحقق الاحتلال حتى الآن أهدافه، سواء بإعادة سكان المستعمرات الشمالية أو باستعادة الأسرى أو خلق واقع أمني جديد في غزة. وضمن هذا الإطار، أشار أبو زيد إلى أن الاحتلال يربح تكتيكيًا لكنه يخسر استراتيجيًا.