خالد مشعل يوجه رسالة للعرب
أكد رئيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الخارج، خالد مشعل، أن "المطلوب من أبناء الضفة الغربية، العودة إلى خيار العمليات الاستشهادية، انطلاقاً من مدنهم، مع ضرورة فتح الجبهات كلها على الاحتلال".
وأضاف مشعل، في كلمة مسجلة ألقاها، اليوم الأربعاء، خلال المؤتمر الصحفي لإطلاق النسخة الـ 18 من تقرير "عين على الأقصى" الذي تصدره "مؤسسة القدس الدولية"، في مدينة إسطنبول التركية، أن "العدو الصهيوني منذ مئتي عام، جعل القدس وبناء الهيكل، عنواناً محفزاً لتجميع الحركة الصهيونية من شتى بقاع الأرض نحو فلسطين".
وتابع: "تجري معركة كبرى ضارية على أرض غزة، وهي تخوض حرباً عالمية وحدها، والحاضنة الغزية تعاني المجازر والدمار والنزوح المتكرر، ولا يجوز أن نتركها وحدها".
وأضاف: "المطلوب من الجميع التحرك بطريقة عملية إزاء ما يجري في قطاع غزة، ليكون جزءاً من طوفان الأقصى، وعلى الأمة أن يعود إليها رشدها لتحمل مسؤولياتها".
وأشار مشعل إلى أن معاناة الأسرى تدل على "سادية العدو الصهيوني… فهناك أكثر من عشرة آلاف من أبناء شعبنا يستصرخون ضمير الأمة والإنسانية".
وقال إن "العدو فتح الصراع علينا جميعاً، وهو يقول أنا أخوض حرباً وجودية، ويضرب في كل مكان، طهران وبيروت، ودمشق وصنعاء، وسيضرب في أماكن أخرى ظن أصحابها أنها في مأمن".
وأكد مشعل أن "حركة حماس تنخرط في معركة طوفان الأقصى… وإبداعات المقاومة ما تزال ماثلة أمام الجميع، والمقاومة قدمت نموذجا غير مسبوق في التاريخ، فهي تصنع سلاحها وتجنيد المزيد من رجالها في أثناء المعركة، وتوزعهم على أماكن المواجهة".
وأضاف: "حماس تمارس مسؤولياتها تجاه شعبها الفلسطيني، وتعمل على وقف العدوان على غزة، كما نسعى لتقديم الإغاثة العاجلة لأهل غزة، ونحن نعمل لوضع حد للجريمة الصهيونية، ونتحرك سياسياً ودبلوماسياً لوقف العدوان على غزة".
وأوضح مشعل بأن "أمريكا ليست وسيطاً، ولكنها شريك في العدوان، وهي تسعى لوقف الحرب لحساباتها الداخلية، وهي ليست جادة في وقف العدوان، وما اُتُّفِق عليه في 2 تموز، تراجعت عنه بعد أن وافقنا عليها ورفضها الاحتلال".
وقال: "حماس قدمت قادتها وكوكبة من رجالها في بداية معركة طوفان، وجاء التتويج باستشهاد قائد الحركة أبو العبد هنية، الذي أكرمه الله بمسيرة حافلة من الجهاد والتضحيات والقيادة التنظيمية والسياسية والحكومية، وجاب العالم انتصاراً لهذه القضية".
وشدد رئيس حركة "حماس" في الخارج على أن حركته "تضع ثقتها بالقائد يحيى السنوار (رئيس المكتب السياسي)، الذي تلاحقه المخابرات الصهيونية لاستهدافه وقتله، ولكننا لا نراهن على الجهد البشري، ونثق بتقديرات الله" على حد تعبيره.
وتابع مشعل: "لا يكفي أن نفخر بالمقاومة ونرى الفيديوهات على شاشات التلفزة ونقول: ما شاء الله، ما هذه العظمة، أي عطاء، أي بطولة .. الفخر مطلوب، الاعتزاز مطلوب، وأن ندعمهم ماليًا مطلوب، لكن ذلك لا يكفي، فمطلوب قرار تاريخي من التنظيمات والحركات والمجموعات الجهادية التي اعتادت أن ترفع راية الجهاد في ساحات متعددة، اليوم، مطلوب من الجميع أن يأخذ قرارًا تاريخيًا، ممن لم يقرر بعد".
وتساءل مشعل: "أما آن للسياسات الخاطئة من بعض الدول والسلطات أن تنتهي؟ أما آن للتنسيق الأمني أن يتوقف؟ أما آن للتطبيع أن يتوقف؟ أما آن للتبادل التجاري ومد الكيان بشريان الحياة، وهو الذي يقتل أهلنا في غزة وفلسطين؟ أما آن للعلاقات واللقاءات مع رموز الصهاينة أن تنتهي؟ .. هذا السفَه، هذا لا يليق بأمتنا".
وشدد مشعل على أن "العدو الصهيوني ليس صديقنا، وليس حليفنا، وليس جارًا لنا، وليس طبيعيًا في بلادنا، بل خطر علينا"، مؤكدا أن "العدو الصهيوني خطر على الأمن القومي العربي والإسلامي، خطر على الإنسانية.. يهدد الأردن، ويهدد مصر، يهدد الأمن القومي، يهدد مصالحنا وثرواتنا ونسيجنا الاجتماعي".