تقرير أميركي: الأردن على الحافة

حذر تقرير لمجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية من أن الأردن يمكن أن يتحول من حليف استراتيجي مفيد لواشنطن إلى عبء وذلك على خلفية تأثيرات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

ويربط التقرير الذي أعدته إميلي ميليكين، المحللة من "أسكاري أسوسيتس"، وكيتلين ميلر هولينغسورث، المحللة من مجموعة "فوزي ميلير"، بين الاحتجاجات الشعبية العارمة على العدوان على غزة ومحاولات داعش وإيران التوسع في الساحة الأردنية، دون الالتفات بشكل كاف إلى السبب الرئيسي لتلك الاحتجاجات، ودون الالتفات كذلك إلى الموقف الرسمي الذي يؤكد أن مشكلة المنطقة تكمن في عدم إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.

وتحصر المحللتان المشكلة في الأردن بالحاجة الاقتصادية، وتطالبان واشنطن والحلفاء الخليجيين بمواصلة دعم الأردن بالمساعدات الاقتصادية والسياسية التي يمكن أن تهدئ الاضطرابات، وتشجع الاستثمارات الجديدة، وتضمن مستقبلاً أكثر استقراراً.

لكنهما لا تقترحان أي شيء بخصوص العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة، وكذلك الانتهاكات والتهويد المستمر الذي يتعرض له المسجد الأقصى، وتوسع الاستيطان في الضفة الغربية وقتل إمكانية إقامة أي دولة فلسطينية حقيقية قابلة للحياة، ومحاولات تهجير الفلسطينيين، وهي الأسباب الرئيسية للاحتجاجات الشعبية العارمة التي تجتاح المدن الأردنية كافة.


وترى المحللتان أن هناك مخاوف متزايدة بشأن تصاعد التهديدات المدعومة من إيران والنابعة من حدود الأردن مع العراق وسوريا.

وتفاقمت هذه المخاوف بعد الهجوم الذي وقع في 28 كانون الثاني/ يناير على قاعدة "البرج 22" في الأردن، والذي أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين ونُسب على نطاق واسع إلى مليشيا كتائب حزب الله العراقية التي ترعاها إيران، وفق التقرير.

وبالإضافة إلى التهديدات، فقد حدثت زيادة في تهريب المخدرات والأسلحة والمتفجرات إلى الأردن من قبل أولئك الذين يُعتقد أنهم تجار مرتبطون بإيران، ما يشير إلى أن طهران تأمل في جعل الأردن نقطة عبور لتهريب الأسلحة والمخدرات، وفي المستقبل، يمكنهم حتى استخدام البلاد كنقطة انطلاق لشن هجمات ضد "إسرائيل".

وقال التقرير إن هذه الاحتمالات تثير تساؤلات حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستستمر في السماح للحكومة الأردنية بالانزلاق إلى هذا المستوى من الاضطرابات.

وإدراكاً منها بأن حملة "حماس" التي ترعاها إيران هي الشرارة التي أشعلت الاضطرابات الحالية في الأردن، فإن واشنطن تحتاج إلى خطة شاملة طويلة الأمد لمنع طهران من بذل جهود مستقبلية لزعزعة استقرار المنطقة، بحسب التقرير.

ورأى التقرير أنه ينبغي على الولايات المتحدة -وشركائها الخليجيين- مواصلة دعم الأردن بالمساعدات الاقتصادية والسياسية التي يمكن أن تهدئ الاضطرابات، وتشجع الاستثمارات الجديدة، وتضمن مستقبلاً أكثر استقراراً.

"على سبيل المثال، يجب على واشنطن تعزيز برامج خلق فرص العمل وإجراء الإصلاحات التي تشتد الحاجة إليها في قطاعي الكهرباء والمياه في البلاد. وبدون هذه الأنواع من الإصلاحات، فإن الأردن لديه القدرة على التحول من أصل أمني أمريكي في المنطقة إلى عبء"، وفق التقرير.