جرائم بحق المعتقلين الفلسطينيين.. إليك الدليل
بجسد منهك ووجه يبدو عليه التعب، خرج المعتقل الشبل جواد كميل (17 عاما) من بلدة قباطية جنوب جنين من سجن النقب، ضمن صفقة الأسرى التي جرت مع الاحتلال الإسرائيلي.
وبعد أن أمضى عاما كاملا في الأسر، جرى استقباله بمدينة رام الله مع 29 شبلا محررا و3 معتقلات، قبل أن يغادر إلى منزله في قباطية.
ويتحدث كميل عن ظروف اعتقاله الصعبة، فيقول، “كنت محكوما لمدة عام قابلة للتجديد الإداري، لكن كل ما رأيته خلال العام في كفه، وما حدث بعد بدء العدوان على قطاع غزة في كفة أخرى، حيث كنا نتعرض للضرب والتعذيب بشكل مستمر، وكانت وحدات القمع تدخل الأقسام في أي وقت من اليوم، ما يعني عدم قدرتنا على النوم، لأنهم كانوا يدخلون حتى في أوقات متأخرة من الليل، وفي ساعات الفجر الأولى”.
وتبين شهادة كميل ما جرى له داخل الأسر هو ورفاقه من الأسرى الأطفال، فقال، تعمد إدارة سجون الاحتلال لاستخدام أساليب التنكيل بالمعتقلين، وتجويعهم، وسحب أغراضهم الشخصية وذلك ضمن سياسة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير التي أقرها بحق المعتقلين منذ بدء العدوان على قطاع غزة.
“منعنا من الشراء من مقصف السجن أو ما يسمى “الكنتينا”، وسحبوا من المعتقلين ملابسهم، وحاجياتهم الشخصية، كما منعنا من النزول إلى الفسحة أو ما يعرف عندنا بالسجن بالفورة، وقضينا أياما طويلة بالبرد بعد مصادرة الأغطية والبطانيات” يقول كميل.
ويضيف، “كل ذلك، لا يقارن بالتعذيب الجسدي الذي تعرضنا له بشكل شبه يومي، حيث كانت وحدات القمع تدخل السجن، وتقوم بضرب المعتقلين بشكل همجي بالعصي، وكانت تركز بالضرب على مناطق خطرة بالجسم كالرأس والبطن”.
وتدعم شهادة كميل ما حصل من استشهاد 6 من الأسرى مباشرة بعد عمليات القمع التي حدثت لهم في أقسام السجون، كان آخرهم الشهيد المعتقل ماهر أبو عصب، الذي قال أحد المعتقلين الأطفال، وكان يرافقه في القسم أن السجانين ضربوه بشدة بالعصي حتى فقد الوعي ولم ينقلوه للعيادة رغم مطالبة الأسرى بفحصه وإسعافه حتى أعلن عن وفاته في صباح اليوم التالي.
وتابع، “بقيت بدون استحمام لمدة 50 يوما، ومثلي كثير من المعتقلين، وحتى من كان يسمح له بالاستحمام في السجن كان يخرج ويرتدي ذات الملابس المتسخة التي كانت عليه لأنه لا يوجد غيار آخر غيرها، فكل معتقل له غيار واحد فقط”.
ويضيف، “أصعب ما تعرضت له كان هجوم الكلب البوليسي علي في غرفة السجن، حيث تركه السجان فمسك ذراعي بمخالبه، وجرحها وبالطبع لم يستجيبوا لطلبي للذهاب إلى العيادة وأخذ العلاج”.
وبعد 3 أشهر على اعتقاله، خرج الطفل محمد نزال من بلدة قباطية، ليلة أمس الإثنين من سجن النقب الصحراوي وهو يعاني من كسر في يده ورضوض في أصابع يده الأخرى إثر تعرضه للضرب المبرح من قبل وحدات القمع الإسرائيلية في السجن.
وقال نزال لـ “وفا”، إنه ضرب قبل حوالي أسبوع في سجن النقب، وترك بدون أي علاج او تدخل طبي، وأنه لم يستطع طوال هذه الفترة أن يستخدم كلتا يديه، فكان الأسرى يساعدونه على شرب الماء أو الأكل، وأنه كان يشعر بإعياء شديد من شدة الضرب ما منعه من الحركة.
“حاول السجان ضربي بالعصاة على رأسي فوضعت يداي على رأسي لأمنع وصول الضربات إليه، ضل يضربني حتى شعرت أن يدي كسرت”، يقول نزال.
ويضيف” أخبروني هنا في مستشفى ابن سينا الذي قدمت إليه صباح اليوم أنني أعاني من كسر في يدي اليمنى وأنها تحتاج لعملية زراعة بلاتين، وأن يدي اليسرى مصابة بالرضوض.
وحول أوضاع المعتقلين داخل السجون، قال، وضعنا بالسجن صعب جداً والأسرى يعانون، البرد القارس جداً هناك ولا يوجد تدفئة أو أغطية، ولا حتى ملابس، نرتدي زي واحد خفيف ولا يوجد غيره، والطعام قليل نأكل وجبة واحدة لا تكفي لشخصين ونتقاسمها كل عشرة او 12 معتقلا، صادروا المذياع والتلفاز ولا يسمح لأحد الاتصال بعائلته أبدا”.
ويؤكد أن أصحاب الأحكام العالية يتم زجهم في العزل الانفرادي، وضربهم بشكل مستمر، يقول، إنه سجن لمدة 3 أشهر لكن آخر شهر في السجن يعادل السجن لمدة 20 عاماً.
وكان الوزير المتطرف في حكومة الاحتلال بن غفير قد أقر عددا من القرارات بحق المعتقلين الفلسطينيين بعد بدء الحرب على غزة في السابع من أكتوبر الماضي، وتمثلت في تقليص المنتجات المختلفة داخل المقاصف وتقليص وقت الفورة (الفسحة)، وحذف مزيد من القنوات التلفزيونية التي يسمح للمعتقلين بمشاهدتها، ومنع الطبخ الذاتي، ومنع وضع أسرى التنظيمات في أقسام واحدة، وإلغاء مهام الممثلين عن الأسرى أمام مصلحة السجون، ووقف تخفيف الاكتظاظ بالزنازين.