عبدالعزيز هويدي يتحدث عن الأنثروبولوجية الميدانية في الأردن

اقام منتدى الرواد الكبار اول من امس ندوة بعنوان "ثلاثون عاما من الدراسات الانتربولوجية الميدانية في الأردن"، لأستاذ الانتربولوجيا التاريخية في جامعة آل البيت الدكتور عبدالعزيز محمود هويدي، ادارتها المستشارة الثقافية للمنتدى القاصة سحر ملص.

مديرة المنتدى هيفاء البشير قالت نستضيف في هذه الأمسية الأستاذ الدكتور عبد العزيز محمود المحاضر في جامعة آل البيت والمختص في علم الأنثروبولوجيا "علم الإنسان" وعلم السلالات البشرية للحديث عن موضوع هذا العلم الذي قضى فيه سنوات طويلة باحثاً، ليحدثنا عن خلاصة هذه التجربة في وطننا الأم الأردن العزيز.

واضافت البشير ما أحوجنا في هذه الأوقات العصيبة التي تمر بها أمتنا العربية من العودة إلى الحقائق العلمية حول حياة الإنسان قديماً وثقافته وتواجده في بيئة معينة، إذ أن الصراع الأزلي مابين بعض البشر أدى إلى ما نحن عليه من حروب وفرض هيمنات والإستيلاء على بلدان وخيرات الشعوب الأضعف في العالم.

قدم المحاضر من خلال عرض "الداتا شو"، اطروحات حول مفاهيم الانثروبولوجيا (اي علم الانسان) وتعريفها واهتماماتها الموضوعية والمنهجية واقسامها من حيث موضوعها سوأ كانت أنثروبولوجيا طبيعية -فيزيقية تبحث بالتكوين الجسدي والحيوي للإنسان ككائن حي، او أنثروبولوجيا اجتماعية وثقافية، كذلك بالعلوم والمعارف المتصلة بالأنثروبولوجيا مثل:"الاثنولوجيا اي علم السلالات البشرية، والتاريخ المقارن، وكذلك الاثنوغرافيا اي علم وصف الشعوب".

كما استعرض هويدي تجربته بالدراسات الانثروبولوجية الميدانية طيلة ثلاثون عاما في المناطق والبيئات الاردنية المتعددة سوأ في مناطق الريف والبادية والمناطق الغورية وفي المدن والتجمعات السكانية، وذلك من خلال العرض بالنصوص والصور لنتائج تلك الدراسات والمشاريع البحثية المنجزة والمنشورة في كتب مؤلفة وابحاث علمية نشرت في مجلات متخصصة.

وطرح هويدي تساؤل حول "هل من انثروبولوجيا تلائم الخصوصية الاردنية وذلك بعد الكشف عنها"، فالجواب هو تم من خلال دراسات في جنوب الاردن من مناطق وقرى تاريخية وتراثية اردنية، منها قرية "عينون، كثربا، محي، مدين"، وهذه المدن تقع في الكرك، حيث تم دراسات للبيئة والثقافة والمجتمع في مناطق الاغوار الجنوبية في غور الصافي والمزرعة والحديثة ومنطقة لواء الشونة والكفرين.

كما عرض المحاضر نتائج الدراسات الميدانية في مناطق المفرق في بلدة رحاب وحيان المشرف وكذلك للدراسات الميدانية في مناطق البادية الشمالية الأردنية، في مدينة ام الجمال الاثرية ومناطق ربوع بلدات وقرى السرحان، وبلدات الباعج وصبحة وصبحية وام القطين والمعالم التراثية والثقافية في مناطق وادي العاقب ووادي راجل في اقاصي البادية الشمالية، وعرض مشروع دراسة وتوثيق المساجد التاريخية والتراثية وعرض صور ومعلومات حول المدافن الرجمية الحجرية، وبعض المواقع الاثرية.

وتحدث هويدي عن العناصر التراث الثقافي المادي في هذه المواقع مثل المساكن التقليدية والتراثية في القرى القديمة والمبنية من الحجر والطين، مستعرضا نماذج للنشاطات اليومية للمجتمعات المحلية في اماكن انتشارها.

ويذكر أن للدكتور عبد العزيز محمود هويدي، وهو استاذ الأنثروبولوجيا التاريخية في جامعة ال البيت، حصل على درجة الدكتوراه من فرنسا في العام 1992، صدر له كتاب بعنوان "البيئة والثقافة والمجتمع في البادية الشمالية الأردنية-دراسات انثروبولوجية ميدانية"، ويتحدث فيه عن انثروبولوجيا البشرية في البادية الشمالية الأردنية، والمعالم الحضارية والتراثية في وادي العاقب في البادية الشمالية، وكل من بلدة العاقب التراثية التي تقع في البادية الشمالية، دراسة انثروبولوجية- معمارية، وبلدة الباعج وهي أردنية في البادية الشمالية، من خلال دراسة اجتماعية- عمرانية، وبلدة صبحة وصبحية وحدة اجتماعية في بيئة تراثية، قرية جابر السرحان دراسة لنسق الاجتماعي والعمراني وعلاقته بالمكان.