أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأسبق، مروان المعشر، أن الخطة الإسرائيلية بعد الحرب على قطاع غزة باتت واضحة تماما، لافتا إلى أن إسرائيل لا تريد إقامة الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية.

وأوضح المعشر في مقابلة مع قناة “الجزيرة مباشر”، الإثنين، أن إسرائيل “لا تريد إنهاء الاحتلال ولا تريد أغلبية فلسطينية داخل الأراضي التي تسيطر عليها”، مشيرا إلى أنها تحاول أن تهجّر أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين من غزة إلى مصر ومن الضفة إلى الأردن في محاولة لتفريغ الأرض من سكانها.

وقال إن ما نراه في غزة ترجمة واضحة لذلك، إسرائيل تقوم بإبادة جماعية ليس فقط للسكان إنما للأرض والأبنية حتى تجعل من غزة منطقة غير قابلة للسكن.

وأضاف أن هذه الخطة “تقابل بموقف أردني ومصري وفلسطيني صامد، حيث تغلق الحدود أمام أي عدد من الفلسطينيين لقطع الطريق على محاولة إسرائيل لتفريغ الأرض من سكانها”.

وتابع المعشر أن الفلسطينيين واعون تماما أن من يهاجر منهم لن تسمح له إسرائيل بالعودة، “هذا الموضوع يتعلق بمستقبل القضية الفلسطينية”، لافتا إلى أنه بعد نحو 45 يوما من الحرب على غزة رفض الفلسطينيون الخروج من أرضهم.

تصريحات المعشر جاءت بعد أيام من تأكيد رسمي صدر من رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة بأن أي عملية تهجير قسرية للسكان الفلسطينيين في الضفة الغربية أو حتى في قطاع غزة، سيتعامل الأردن معها باعتبارها “إعلان حرب”، وأن كل الخيارات مطروحة على الطاولة بالنسبة للأردن، وهو يراقب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

ذلك خطاب تبناه من قَبْل أيضا نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، الذي قال إن أي تحرك لنقل الفلسطينيين إلى الأردن، الذي له حدود مشتركة مع الضفة الغربية، هو “خط أحمر” يرقى إلى حد إعلان الحرب.

واعتبر المعشر، وهو أيضا نائب رئيس الدراسات في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، أن الأولوية الآن يجب أن تكون لوقف الحرب على غزة بشكل فوري، “لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يريد إيقافها لأنه يعلم تماما أنه في اللحظة التي يتم إيقافها ستتم محاسبته وسيفقد منصبه السياسي إلى أبد الآبدين”.

وأشار المعشر خلال اللقاء إلى أن الحرب اليوم بدأت تؤثر على الرئيس جو بايدن والمشهد الداخلي الأمريكي، وخاصة أن الأخير يستعد لانتخابات رئاسية في العام المقبل. كما أن استطلاعات الرأي تظهر أن بايدن “يتراجع عن المرشح الجمهوري دونالد ترامب وخاصة في ولايات رئيسية يجب عليه أن يفوز بها إن كان يريد أن يحتفظ بمنصبه”.

وأضاف أن المحاولات الأمريكية لإيقاف الحرب وثني نتنياهو عن “الهمجية التي يقوم بها” لم تنجح حتى اليوم.

وأكد المعشر أن الحرب “لم تستطع القضاء على حماس، اليوم حماس أصبحت فكرة أكثر من أنها مجرد منظمة. الهدف الرئيسي لإسرائيل هو التهجير القسري للسكان، أكثر من القضاء على حماس”.