بيان مهم لحركة حماس في لبنان
نظمت حركة حماس في لبنان مؤتمر الصحفي الذي لمواكبة تطورات عملية طوفان الأقصى، والعدوان الإرهابي على الشعب الفلسطيني.
وتاليا نص المؤتمر:
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
السيدات والسادة، السلام عليكم ورحمة الله
لا يزال الاحتلال وحكومته وجيشه الفاشي، ولليوم الخامس عشر على التوالي، يقترفون أبشع المجازر والجرائم، التي يندى لها جبين الإنسانية، ضدّ شعبنا الفلسطيني في قطاع غزَّة، من المدنيين العزّل والأطفال الأبرياء، وباستهدافهم المستشفيات والمراكز الطبية، وطواقم الإسعاف والدفاع المدني، والمدارس والمؤسسات الإعلامية، والمخابز، والمساجد والكنائس، وإمعانهم في تدمير البنية التحيَّة، وقطع المياه والوقود والكهرباء والغذاء والدواء، وكل مقوّمات الحياة الإنسانية عن قطاع غزَّة بدعم أمريكي فاضح.
أمام هذه الجرائم والمجازر البشعة التي ترقى لمستوى جرائم الحرب والإبادة الجماعية، نؤكّد ما يلي:
أولاً: إنَّ تلويح الاحتلال المستمر باستهداف مدارس وكالة الأونروا، وطلبه من الوكالة بإخلاء خمسٍ منها، تؤوي إليها عشرات الآلاف من النازحين الأطفال والنساء وكبار السن، يعدّ جريمة تضاف إلى سلسلة جرائمه المستمرة، بحق المدنيين العزّل، وعليه؛ فإننا نطالب الأمم المتحدة ووكالة الأونروا بتحمل مسؤوليتها القانونية والأخلاقية برفض تهديدات الاحتلال، والتمسّك بدورها في إغاثة النازحين وحمايتهم، كما ندعو كافة المؤسسات الحقوقية وخاصة المعنية بالأطفال إلى رفع صوتها عالياً لكشف سادية الاحتلال وفاشيته أمام الرأي العام الدولي.
ثانياً: لقد خرجت 4 مشافٍ عن الخدمة، وتضرر نحو 25 مشفى ومركزاً طبياً نتيجة قصف طائرات الاحتلال الذي لا زال يواصل قصفه لمحيط المستشفيات والمراكز الطبية، وينذر الهلال الأحمر الفلسطيني بإخلاء مشفى القدس في مدينة غزة، الذي يحوي نحو 400 سرير، ويؤوي إليه قرابة 12 ألف نازح، وهنا نوجه التحية لإدارة مشفى القدس والأطقم الطبية ولكافة المشافي التي تعرّضت للقصف أو التي تم تهديدها، ونؤكد على أهمية حماية المشافي والمراكز الطبية كمؤسسات محمية بموجب القانون الدولي حتى لا تتكرر مجزرة المشفى الأهلي المعمداني والتي ارتقى فيها نحو 500 شهيد ومئات الجرحى.
ثالثاً: دخلت اليوم 20 شاحنة من المساعدات الطبية ومعلبات الأغذية عبر معبر رفح بعد أسبوعين من التوقف التام على دخول البضائع وكافة المواد الطبية والغذائية بسبب العدوان وقصف الاحتلال لمعبر رفح، وهنا نودّ الإشارة أن قطاع غزة كان يدخله يومياً في ظل الحصار الظالم المستمر منذ نحو سبعة عشر عاماً أكثر من 500 شاحنة، أي أن العشرين شاحنة لا تشكّل شيئاً بالنسبة لاحتياجات القطاع الصحي الذي يكاد ينهار، ولاحتياجات شعبنا الفلسطيني المحاصر، وعليه، فإنَّنا ندعو إلى ما يلي:
1. ضرورة فتح معبر رفع بشكل دائم ومستمر لتسهيل خروج الجرحى للعلاج في دولنا العربية والإسلامية، بعد اكتظاظ المشافي وعجزها عن استيعاب الأعداد الكبيرة من المرضى والجرحى، فقد بلغت نسبة الزيادة في القدرة الاستيعابية للمشافي نحو 150%
2. استمرار تدفق المساعدات الغذائية على مدار الساعة، ومن غير المقبول أن يتحكّم الاحتلال في حجم المساعدات الإنسانية الخاصّة بالمدنيين والمرضى، وإلّا فإن العشرين شاحنة ستعد شكلاً من أشكال الدعاية لتلميع صورة الاحتلال الذي يقتل ويدمر ويرتكب المجازر على مدار الساعة.
3. ندعو الأمم المتحدة ووكالة الأونروا والهلال الأحمر الفلسطيني إلى العمل على توزيع الاحتياجات والمساعدات على المشافي، وعلى مستحقيها في شمال قطاع غزة وجنوبه، وأنْ لا يتم تعريض المدنيين لخطر الموت، نتيجة استهدافهم من قبل طائرات الاحتلال على الطرق وأثناء التنقّل.
4. ندعو إلى إدخال الوقود بشكل عاجل إلى قطاع غزة، الذي يعاني من انقطاع دائم للكهرباء، ولإنقاذ المشافي والمراكز الطبية التي ينفد لديها الوقود اللازم لتوليد الكهرباء، حتى لا تتحول المشافي إلى مقابر جماعية.
رابعاً: في إطار التزام حركة حماس مع كل الوسطاء، وخاصة الأشقاء في مصر وقطر وغيرهم من الدول الشقيقة والصديقة، تمَّ بالأمس، بالتعاون مع دولة قطر الشقيقة، تسليم سيدة وابنتها؛ تحملان الجنسية الأمريكية. وفي هذا السياق، نؤكّد بأنَّنا سنعمل مع جميع الوسطاء لتنفيذ قرار الحركة بإغلاق ملف المدنيين في حال توافرت الظروف الأمنية والميدانية المناسبة، كما نحمّل الاحتلال مسؤولية سلامتهم نتيجة القصف الفاشي المستمر على قطاع غزَّة.
خامساً: نشيد بالجماهير الحرّة في كل قارّات العالم، التي لبّت النداءَ في الجمعة الثانية لعملية طوفان الأقصى، وخرجت بحشود هادرة دعماً لشعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، ورفضاً للعدوان ولسياسة التهجير التي يقودها الاحتلال، بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية.
كما نجدّد دعوتنا لجماهير الأمة العربية والإسلامية وللشعوب والقوى الحرّة في العالم، إلى مواصلة النفير والحشد في كافة الميادين والعواصم؛ وليكن يوم غدٍ الأحد، يوماً للتَّضامن العالمي لأجل أطفال غزَّة.
سادساً: تابعنا باهتمام القمة التي عقدت في القاهرة، وإذ تثمن الحركة كل الجهود التي تبذل لوقف العدوان على شعبنا الفلسطيني فإنها تقدر ما ورد في عدد من الكلمات التي ألقيت في المؤتمر، والتي تنتصر للحق الفلسطيني في المقاومة ورفض التهجير وفي إقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة،وعاصمتها القدس.
نترحّم على أرواح شهداء شعبنا الأبرار في قطاع غزّة العزَّة، وفي ضفة الإباء والصمود، وفي بيت المقدس وأكنافه، وفي أراضينا المحتلة عام 48، وفي مخيّمات اللجوء والشتات، وأرواحٍ عربية وإسلامية ارتقت دفاعاً عن القدس والأقصى.
وإنَّه لجهادٌ نصرٌ أو استشهاد
حركة المقاومة الإسلامية - حماس
السبت : 06 ربيع الآخر 1445هـ
الموافق: 21 تشرين الأول/ أكتوبر 2023م