هل يفرض "المتحور بيرولا" إجراءات وقائية في المدارس؟

في الوقت الذي أكد فيه وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عزمي محافظة أنه لم يصدر أي شيء بعد من قبل لجنة الأوبئة بخصوص اتخاذ إجراءات وقائية واحترازية في المدارس بسبب المتحور اوميكرون الجديد BA.2.86 ( بيرولا)، توافقت آراء خبراء تربويون على أن الوضع الصحي في المملكة مستقر ولدينا الخبرة الكافية في طريقة التعامل معه فالمطلوب بهذا الشأن هو مجرد خطوات وقائية كتهوية الغرف الصفية وتوعية بأهمية النظافة الشخصية وبطرق الوقاية منه وتشجيع الطلبة على ارتداء كمامات.

وكان المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية قد أشار في تصريحات سابقة لارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا (كوفيد 19) في المملكة خلال الأسابيع الأخيرة حيث وصلت العينات الإيجابية للفيروس إلى 17 % الشهر الماضي، بحسب الغد.

وبين المركز في تصريحه آنذاك، أن الوضع الوبائي في الأردن، يشير إلى أن هناك ارتفاعا في أعداد العينات الإيجابية لكوفيد- 19 حيث تفيد إحصائيات أحد مختبرات القطاع الخاص (والتي تمثل الحالات غير شديدة) ارتفاعا في الأعداد حيث وصلت نسبة الارتفاع في شهر آب  42 % عن شهر تموز وبنسبة إيجابية 17 % في آب مقابل 9 % في تموز، إلا أن إحصائيات الحالات الشديدة للأمراض التنفسية المدخلة للمستشفيات بينت زيادة حوالي 20 % في الأسبوع الأخير من شهر آب وكانت نسبة الإيجابية 3 % فقط.

وتوقع المركز الوطني من جانبه، ارتفاع الإصابات في الخريف، مشيرا الى أن التحدي الكبير، تمثل بعودة الإصابات في الشتاء والخريف وطلبة المدارس، لكن ما يطمئن هو أن اللقاحات التي يتلقاها المواطنون فعالة، وتعمل شركات أدوية على تطويرها، بما يتناسب مع المتحورات الجديدة.

وأوصى مجلس السياسات بوضع الكمامات على نحو غير ملزم في الأماكن المغلقة والتباعد قدر الإمكان، وتكثيف التوعية بالنظافة الشخصية، بخاصة عند الأطفال في المدارس والحالات ذات الاختطار العالي وأصحاب الأمراض المزمنة.

إلى ذلك، أكد الخبير التربوي الدكتور عايش النوايسة عدم وجود أي مبرر يستدعي اتخاذ إجراءات وتدابير صحية احترازية في المدارس بسبب المتحور الجديد، وعلينا التعايش مع هذا الأمر، كون طريقة التعامل مع هذا الفيروس باتت معروفة للجميع.

وقال النوايسة إن التجربة الأولى خلال جائحة كورونا منحت الوزارة فرصة حقيقية لمعرفة كيفية التعامل مع أي ظرف استثنائي، وأصبح لديها تراكم خبرة لمواجهته مستقبلا، لافتا إلى أن الوزارة وكوادرها بعد تجربة كورونا أصبح لديها خطط لإدارة الأزمات والطوارئ وكيفية التعامل معها.

وأشار إلى أن التصريحات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن فيروس كورونا ومتحوراته أصبحا مرضا اعتياديا مثل الانفلونزا وعلينا التعايش معهما.

وبين النوايسة أن بعض أيام العام الدراسي تتزامن مع موسم الفيروسات التي تمتد من شهر تشرين الأول (أكتوبر) إلى بداية نيسان (أبريل) المقبل فالمطلوب الآن هو زيادة التوعية الصحية لدى الطلبة، فضلا عن اهتمام أولياء الأمور بالجانب التغذوي لأبنائهم خلال الفترة المقبلة وإعطائهم الفيتامينات اللازمة التي تزيد من مناعتهم.

 بالإضافة الى الحرص على تهوية الغرف الصفية باستمرار وتشجيع الطلبة لارتداء كمامات داخل الصفوف، وعدم المصافحة بالأيدي.

واعتبر النوايسة أن تعليق دوام المدارس خلال جائحة كورونا في الفترة الماضية تسبب في إحداث هدر تعليمي لدى الطلبة ما زلنا نعاني من آثاره حتى الآن الأمر الذي دفع وزارة التربية والتعليم لتنفيذ برنامج التدخلات العلاجية لاسيما وأن الفاقد التعليمي وصل إلى أكثر من 60 % وفق تصريحات سابقة لوزير التربية والتعليم الدكتور عزمي محافظة.

 وأشار النوايسه إلى أن الوزارة قررت في وقت سابق من بدء العام الدراسي الحالي، تقديم موعد الدوام المدرسي نحو 10 أيام عن الموعد المعتاد، لتتمكن من تنفيذ إجراءات تعويض الفاقد التعليمي بكفاءة وفاعلية، عبر برنامج التدخلات العلاجية.

ولفت النوايسة الى أن الوزارة حددت 13 إجراء علاجيا ستنفذ اعتبارا من العام الدراسي الجديد، لمعالجة الفاقد التعليمي للطلبة في مبحثي الرياضيات واللغة العربية، ومن أبرزها: توسيع زمن التعلم مع بدء العام الدراسي في 20 الشهر الحالي، أي بزيادة 10 أيام دراسية في الفصل الدراسي الأول و10 أيام دراسية في الفصل الدراسي الثاني.

وأكد النوايسة أن الفئة المستهدفة هم طلبة الصفوف من الـ4 وحتى الـ9 في المدارس الحكومية والثقافة العسكرية و(الأونروا)، مشيرا إلى أن طلبة الصفوف الثلاثة الأولى لديهم برنامج خاص بهم، وهو برنامج القراءة والحساب والمعمول به في وقت سابق من الوزارة لطلبة هذه المراحل. 

ونوه الى أن الخطة العلاجية لمعالجة الفاقد التعليمي لمبحث اللغة العربية، سيجري عبر تخصيص حصتين أسبوعيا من حصص اللغة العربية لتنفيذ الأنشطة لمعالجة الفاقد التعليمي لهذا المبحث.

وبشأن مبحث الرياضيات، أوضح أن آلية المعالجة ستكون بتخصيص 10 دقائق من كل حصة لتنفيذ التدخلات العلاجية، لتعويض الفاقد التعليمي وما تبقى من مدة الحصة الأصلي وهو 35 دقيقة، سيخصص لإعطاء المادة الدراسية من المنهاج المعتاد.

من جانبها، أوضحت معلمة الصحة المدرسية في إحدى المدارس خولة البعجاوي أن فيروس كورونا ومتحوراته لا يستدعي القلق والخوف فأصبحنا ندرك أن الجانب الوقائي هو السلاح الوحيد لمواجهته.

وبينت أن البعجاوي أن المطلوب بهذه المرحلة مع تزامن موسم الفيروسات توعية الطلبة بأهمية النظافة الشخصية والتهوية الغرف الصفية وتغطية الفم والأنف عند السعال، وتوفير المعقمات والصابون.

وشاركهم الرأي الخبير التربوي صالح البركات الذي قال إن الإردن اكتسب خبرة كبيرة في التعامل مع جائحة كورونا وهذه الخبرة أصبحت الموجه للسياسات الحكومة بما فيها وزارة التربية والتعليم للتعامل مع فيروس كورونا ومتحوراته.

وقال البركات أن وزير التربية والتعليم الدكتور عزمي محافظة باعتباره خبيرا في مجال الأوبئة كان من أشد المنادين بعودة التعليم الوجاهي في المدارس خلال جائحة كورونا.

وأكد أنه ليس مقبولا أن تكون هناك إعاقة أو تشديد على العملية التعليمية بسبب هذا الفيروس أو المتحورات الأخرى، بل المطلوب فقط اتخاذ إجراءات توعوية. وبين أن جائحة كورونا تسببت بأحداث هدر تعلمي كبير مازلنا نعاني من آثاره.