وفاة صحفي تونسي بعد إنقاذه طفلين من الغرق
توفي الصحفي التونسي توفيق مخلوف أمس الاثنين تحت وطأة الإجهاد بعد أن أنقذ طفلين من الموت غرقا، حسبما أعلنت إذاعة "جوهرة إف إم" المحلية.
وقالت الإذاعة اليوم الثلاثاء إن "الصحفي توفيق مخلوف (50 عاما) الذي يعمل لديها قد فارق الحياة على شاطئ مدينة هرقلة بولاية سوسة (شرق) بعد أن بذل مجهودا كبيرا في مواجهة أمواج قوية من أجل إنقاذ طفلين".
ونقلت الإذاعة عن مسؤول في الحماية المدنية (لم تذكر اسمه) أن "مخلوف خارت قواه لشدة الإنهاك بعد خروجه من البحر، وتعرض بسبب ذلك إلى نزيف داخلي حاد، ولم تفلح محاولات إسعافه".
وقال المسؤول "من الواضح أن الفقيد من معدن نادر جدا، فقد اندفع بكل ما أوتي من قوة لإنقاذ روح بشرية بروح إنسانية عالية.. لقد أنقذ طفلين من الغرق".
ونقلت "جوهرة إف إم" عن شهود عيان قولهم إن مخلوف أنقذ طفلة عمرها 7 أعوام كانت جرفتها الأمواج، كما ساعد والدها لاحقا في إنقاذ شقيقها البالغ من العمر 12 عاما، وكان الاثنان على وشك الغرق.
ووفق شهادات، كان البحر شديد الاضطراب ولم يكن مناسبا للإبحار أمس، وفشلت محاولات وحدات الحماية المدنية في إسعاف مخلوف حين خروجه إلى الشاطئ بعد أن شرب كميات كبيرة من مياه البحر.
ومنذ بداية شهر يوليو/تموز الماضي وحتى منتصف أغسطس/آب الجاري، أحصت فرق الحماية المدنية في تونس وفاة 73 شخصا غرقا.
ووفق تقارير منظمة الصحة العالمية، فإن نحو 236 ألف شخص يلقون مصرعهم غرقا كل عام، حيث بلغ عدد الوفيات في العقد الأخير فقط أكثر من 2.5 مليون حالة.
وعلميا يعرف الغرق بأنه نوع من أنواع الاختناق العنفي أو الميكانيكي، ويحصل الموت المفاجئ نتيجة دخول الماء في المسالك الهوائية في الجهاز التنفسي، وسدها.
ولا يلزم لحدوث الغرق أن يُغمر الجسم كله بالماء، وإنما يكفي أن يغمر الماء فتحتا الفم والأنف فقط.