لفته إنسانية لعمر العبداللات مع طفل من مصابي "متلازمة داون"

أحيا الفنان الأردني عمر العبداللات، مساء الخميس في المسرح الجنوبي في مدينة جرش الأثرية، أولى حفلات مهرجان جرش للثقافة والفنون الجماهيرية، بحضور أكثر من خمسة آلاف شخص.

وحقق الحفل رقمين قياسيين للعبداللات، أولهما: مشاركته للمرة الثالثة عشرة في دورات المهرجان متفوقاً على جميع نجوم الغناء العرب الذين غنوا على مسرح المهرجان منذ انطلاقته عام 1981، وثانيهما: نفاد جميع التذاكر المخصصة للحفل، بعد خمس ساعات من طرحها، حسبما أعلنت إدارة المهرجان عند طرح تذاكر الحفلات، وهو الأمر الذي بدا جلياً من اكتظاظ الجمهور في المدرجات.

وعلى مدى ساعة ونصف، تفاعل الجمهور الغفير مع الأغنيات التي قدمها العبداللات، بمرافقة فرقته الموسيقية المكونة من ثمانين عازفاً بقيادة المايسترو الدكتور جورج أسعد، حيث نوع ما بين أغانيه القديمة والجديدة، وغنى لأول مرة أحدث أغانيه، وهي: "الناس الي بيا طمعانه" من ألحانه وكلمات الشاعر الغنائي خضر العبدالله.

وفي لفته إنسانية، قدم العبداللات الطفل أحمد مختار، وهو من مصابي "متلازمة داون"، الذي شاركه العزف على أيقاع الطبلة في أغنية "الدحية"، وقال العبداللات للجمهور، إنه وعد أحمد عندما التقاه قبل عامين، بمشاركته العزف في إحدى حفلاته، إن أجاد تعلم الضرب على الإيقاع، وهو ما دفع الجمهور للتفاعل بالتصفيق الحاد مع اللفتة الإنسانية للعبداللات.

وقدم العبداللات أغنية "قولوا للغالي" من أرشيف الفنان السعودي الراحل طلال مداح، فضلاً عن مجموعة من أشهر أغانيه، ومنها: "يا سعد"، و"ما تركتك"، و"إلنا الله"، و"كيف الهمة؟".

ورحب العبداللات بعد انتهاء حفله، بالفنانين العرب المشاركين في مهرجان جرش، مؤكداً أن الأردن التي ترفع دائماً شعار الفرح والانتصار للحياة، ترحب بجميع ضيوفها من فنانين وسياح وزوار، لينعموا بالأمن والأمان ويشاركوا الناس أفراحهم.

وكشف العبداللات، أن محطته الفنية المقبلة، ستكون جولة غنائية في دول الخليج العربي، إضافة إلى لقاء الجاليات العربية في الولايات المتحدة الأميركية وكندا، عدا عن أغنية جديدة يجري العمل على إنجازها لطرحها قريباً.

وتحيي الفنانة اللبنانية نجوى كرم مساء الجمعة، برفقة الفنان الأردني هاني متواسي، ثاني حفلات المسرح الجنوبي الجماهيرية، فيما تغني الفنانة التونسية غالية بنعلي على المسرح الشمالي رفقة الفنانين الأردنيين ثمين حداد ورامي شفيق، كما يلتقي الفنان الأردني ماجد زريقات، جمهور الساحة الرئيسية.

وفي سياق متصل، كرمت وزيرة الثقافة هيفاء النجار، نظيرتها المصرية نيفين الكيلاني، وسلمتها درعاً تذكارياً في ختام حفل فرقة الموسيقا العربية، الذي أحيته مساء الخميس، على المسرح الشمالي في جرش، بمناسبة اختيار جمهورية مصر العربية، ضيف شرف مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته السابعة والثلاثين.

كما سلمت النجار، بحضور الكيلاني، والمدير التنفيذي لمهرجان جرش أيمن سماوي، درع المهرجان التكريمي للماستر علاء عبدالسلام قائد الفرقة الموسيقية التابعة لدار الأوبرا المصرية، المكونة من 22 عازفاً وستة من الكورال، تقديراً لأداء الفرقة وإجادتها.

وعلى مدى ساعة ونصف، أبحرت الفرقة في بساتين الموسيقى، وقدمت بأصوات مطربيها، أغان من كلاسيكيات الغناء العربي الرصين، ومنها: أغان لعبد الحليم حافظ وشادية ومحرم فؤاد ووردة الجزائرية.

وعلى إيقاع موسيقى الموسيقار هاني مهنى، بدأ الحفل الذي شارك به أربعة مطربين من أصحاب التجارب الطربية المكرسة في دار الأوبرا، وهم: أحمد صبري، وسارة زكي، ونهى حافظ، وحسام حسني، فغنى صبري "جميل وأسمر" من روائع محمد قنديل، و"الحلوة داير شباكها" لمحرم فؤاد.

وخصصت زكي فقرتها لأغنيات الفنانة شادية، فقدمت بإحساسها "القلب معاك" و"غاب القمر"، لتطل بعدها نهى بأغنيتين من أرشيف الفنانة وردة، هما: "العيون السود"، و"يوم وليلة"، وختم حسني بأغنيتي عبد الحليم حافظ "سواح" و"جانا الهوى"، قبل أن ينضم المطربون الأربعة ليقدموا معاً، أغنية "كل ما أقول التوبة" لعبد الحليم حافظ، معلنين انتهاء الحفل الغنائي الموسيقي المضمخ بعالم من سحر الفن الراقي الأصيل.