رغم انخفاض الأسعار.. سوق الأثاث يعاني من ضعف الٱقبال
تعيش محال بيع الأثاث في السوق المحلية حالة من الركود "غير المسبوق" نتيجة تراجع القدرة الشرائية لدى قطاع واسع من الناس رغم انخفاض الأسعار، بحسب عاملين في القطاع.
ويقدر عاملون تراجع مبيعات القطاع بنحو 38 % ما يدفع بالكثير من المحال والمعارض لتنظيم عروض وتخفيضات من أجل التغلب على حجم هذا التراجع الكبير وتغطية الكلف والالتزامات المترتبة على التجار والمنتجين.
وأوضح هؤلاء أن قطاع الاثاث يواجه عدة تحديات ومعيقات تتمثل في ارتفاع كلف التشغيل، إضافة إلى ارتفاع أجور النقل، والرسوم الجمركية، إلى جانب عدم قدرة المنتجين في القطاع منافسة المنتجات المستوردة.
وأوضح عاملون أن اسعار الاثاث في السوق المحلية لهذا الموسم قد طرأ عليها انخفاض واضح وبنسبة تترواح ما بين 30-50 % .
وقال ممثل قطاع الاثاث المنزلي والمكتبي في غرفة تجارة الاردن همام خالد حبنكة "محال بيع الاثاث في المملكة تعاني من ضعف الاقبال وتراجع المبيعات بما نسبته 30 % مقارنة مع السنوات الماضية جراء ضعف السيولة لدى المواطنين".
وأوضح حبنكة أن دخول فصل الصيف لهذا العام مباشرة بعد عيدين، إضافة إلى تعاظم حجم الالتزامات المالية لدى المواطنين كان له تأثير واضح على القدرة الشرائية مما تسبب ايضا في تراجع معدلات البيع.
وبين حبنكة أن اسعار الأثاث في السوق المحلية انخفضت بنسب ملموسة تترواح ما بين 30-50 %، إضافة إلى تنظيم عدد من المحال عروضا وتصفيات على المنتجات بهدف زيادة معدلات البيع.
ومن أجل تحسين النشاط في قطاع الاثاث وحماية المستثمرين والعاملين به دعا حبنكة إلى ضرورة تخفيض الرسوم الجمركية والضرائب، وتوفير أدوات لضخ السيولة لدى المواطنين من اجل تمكينهم من شراء احتياجاتهم المختلفة بما فيها الاثاث المنزلي.
من جانبه، أكد الناطق باسم نقابة تجار ومنتجي الاثاث أحمد الحلو ان السوق المحلية تشهد حالة من الركود وضعف في مبيعات الاثاث بنسب كبيرة تقترب من 35 % مقارنة مع العام الماضي، على الرغم من انخفاض اسعار الاثاث في السوق.
وعزا الحلو ضعف النشاط في القطاع إلى تراجع القدرة الشرائية لأغلب الاسر الأردنية، والتي باتت تنظر إلى الاثاث على انه من الكماليات.
وأوضح الحلو أن العديد من المحال والمعارض لجأت إلى إقامة عروض ومهرجانات تخفيض على بيع الاثاث بقصد زيادة مبيعاتها لتغطية الكلف التشغيلية والالتزامات المترتبة على التجار، معربا عن أمله في تحسن النشاط خلال الفترة المتبقية من فصل الصيف الذي عادة ما يعرف زيادة في حجم الإقبال مقارنة مع بقية فصول العام.
وأشار الحلو إلى أن القطاع يواجه تحديات عدة تتمثل في ارتفاع تكاليف الانتاج والتشغيل، إضافة إلى ارتفاع اجور النقل، إلى جانب عدم قدرة المنتجيين المحليين على المنافسة مع المنتجات المستوردة.
إلى ذلك، قال المستثمر في القطاع أشرف الهياجنة "هناك حالة واضحة من الركود وتقترب من أن تكون شديدة إضافة إلى تقلص حجم المبيعات بنسبة نحو 50 % مقارنة مع ما هو معتاد في فصل الصيف من كل عام، بسبب ضعف توفر السيولة لدى المواطنين وتغيير الأولويات والسلوك الاستهلاكي لكثير من الأردنيين".
ولفت الهياجنة إلى أن أسعار الأثاث في السوق المحلي انخفضت بشكل واضح وبنسب تقترب من 30 % على بعض منتجات وسلع الاثاث المنزلي، موضحا أن أكثر أنواع الاثاث التي يتم طلبها من المواطنين هي غرف النوم والكنب، إذ تترواح أسعار غرف النوم حاليا في السوق ما بين 3000-1500 دينار، كما وتترواح أطقم الكنب ما بين 150 - 2000 دينار.
وبحسب تقديرات للعاملين في قطاع الاثاث تبلغ عدد المنشآت التجارية في القطاع نحو 2175 منشأة منها 1243 تنتشر في العاصمة عمان، كما يبلغ عدد المنشآت الصناعية في القطاع قرابة 108 منشآت، بعد أن كانت 115 عام 2018، في حين يبلغ عدد المنشآت الحرفية بالقطاع نحو 2094 منشأة، بعد ان كانت 2475 منشأة عام 2018.