أسماكنا تأكل دجاجنا.. والحكومة تعترف بوجود الكارثة

اعترفت وزارة الزراعة على لسان مسؤول الثروة الحيوانية فيها، المهندس خليل العمرو، باستعمال مخلفات الدجاج في بعض مزارع الأسماك، مؤكدا أن تعليمات الوزارة تمنع استخدام أي أحشاء أو مخلفات مجازر كغذاء للأسماك ما لم تكن على شكل مساحيق بروتينية مصنعة.

وقال العمرو في تصريحات صحفية، اليوم الأربعاء، إن استعمال أحشاء الدواجن كغذاء للأسماك يعتبر مخالف لتعليمات وزارة الزراعة، ويستوجب العقوبة.

ولفت إلى أن استعمال أحشاء الدواجن كغذاء للأسماك يجري في بعض المزارع في وادي الأردن، من خلال طحن أحشاء الدواجن مع الأعلاف وإطعامها للأسماك.

وبين أن وزارة الزراعة تمنع استخدام أحشاء الدواجن في غذاء الأسماك لأسباب صحية، كونها تنقل أمراض البكتيريا القولونية والسولمونيلا.

وأوضح أن وزارة الزراعة خاطبت الإدارة الملكية لحماية البيئة لمراقبة وجود سيارات مختصة لنقل أحشاء الدواجن، لافتا إلى أن الإدارية الملكية وعدت بتتبع المركبات التي تنقل أحشاء الدواجن بصورة مخالفة.

ونوه إلى أن مخلفات وأحشاء الدواجن تعتبر نفايات صلبة، وهي من مسؤولية وزارة الإدارة المحلية والبلديات، لافتا إلى أن الإدارة المحلية تشترط على أي مسلخ أن يكون متعاقدا مع مكب نفايات أو مع مصنع لتصنيع البروتين الحيواني.

ولفت إلى أن المساحيق البروتينية الحيوانية صالحة للاستخدام في خلطات تربية الدواجن بنسب محددة (4-10%) من البروتين.

وأكد أن أي مسلخ لا غير حاصل على تصريح لنقل مخلفات الدواجن من وزارة الإدارة المحلية إلى مكب نفايات أو مصنع بروتيني يعتبر مخالف، ويتعرض للمسائلة من الإدارة الملكية لحماية البيئة.

تحذير من تفشي الأمراض بين الناس

حذّر رئيس جمعية مربي الأسماك، أحمد دبور، من انهيار القطاع في ظلّ غياب الرقابة الحقيقية من قبل وزارة البيئة والمؤسسة العامة للغذاء والدواء وأمانة عمان الكبرى وسلطة المياه، وذلك إثر التلوث الناتج عن استخدام بعض مزارع الأسماك لمخلّفات الدواجن التي تخرج من مسالخ الأمانة.

وقال دبور إن وزارة الزراعة أصدرت قرارا بوقف استخدام تلك المخلفات لما لها من آثار بيئية وصحية على المستهلك، خاصة في ظلّ وجود أمراض مشتركة بين الحيوان والانسان ومنها "الايكولاي والسالمونيلا والبروسيلا والدودة الشريطية والفيبروكوليرا والكابيلاريا وديدان الهتروفيس"، وكل هذه الأمراض تصيب الأسماك جراء إطعامها من المخلفات المنقولة من المسالخ إلى المزارع دون أي رقابة.

ولفت دبور إلى الأضرار البيئية والتلوث الناتج عن استخدام مخلفات الدواجن والتي أصبحت مصدر تلوث لمجاري المياه ومنها سيل فنوش الذي يعتبر أحد مصادر المياه العذبة في المنطقة، وكذلك انبعاث الروائح الكريهة جدا نتيجة تعفن تلك المخلفات بشكل يتسبب بانتشار الأمراض.

وأشار دبور إلى أن استخدام تلك المخلفات أثّر على مربّي الأسماك الآخرين الذين يعتمدون على الأعلاف النظيفة والصحية من ناحية خفض الأسعار.

وحمّل دبور مسؤولية تلك الممارسات لوزير البيئة نظرا لعدم وجود رقابة على تلك المزارع، وأمانة عمان التي تسمح بخروج المخلفات من المسالخ دون أية رقابة حقيقية، والمؤسسة العامة للغذاء والدواء لعدم فرضها رقابة على الأسواق والمزارع التي تنتج الغذاء للمواطنين.