"برق الزلازل" وميض غامض يظهر في السماء لحظة الزلزال.. وهذا تفسير العلم

رصدت مشاهد وثقت حدوث زلازل قوية مثل زلزال تركيا الأخير، ظهور وميض لأضواء ساطعة تشبه البرق في سماء المناطق المتضررة، الأمر الذي أربك المشاهدين، فتضاربت التفسيرات بين كونها عاصفة رعدية أو انفجارا بخطوط الكهرباء، إلا أن العلم كان له رأي آخر في تفسير الظاهرة.

رصدت هذه الأضواء آخر مرة مع الزلزال الجديد الذي هز هاتاي التركية مساء الاثنين (20 شباط)، حيث تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات توثق لحظة ظهور الوميض الغامض الذي لاحظه سكان اللاذقية السورية والمناطق الحدودية لتركيا، مؤكدين أن ذلك الضوء تزامن مع حدوث الزلزال، وفيما يلي مشاهد لزلازل عدة ترافقت معها ومضات من الضوء الأزرق: 

تفنيد فرضية أن الضوء ناتج عن صاعقة البرق أو انفجار خطوط الكهرباء

عند مراجعة الفيديوهات بعناية، يظهر أن الأضواء الساطعة التي ظهرت أثناء الزلزال جاءت من الأرض وليس من السماء، ما يعني أن الضوء ليس ناتجا عن صاعقة برق، لأن مصدر الضوء هو الأرض ثم ينعكس على السحب في السماء، كما يستبعد أن يكون الضوء ناتج عن انفجار خطوط الكهرباء، حيث شوهدت الأضواء أيضا خارج المناطق السكنية، وبعيدا عن خطوط الإمداد ومحطات الطاقة ، ولم تتبعها أي حرائق، بل كانت ومضات من الضوء الساطع تظهر ثم تختفي في مكان ما لتعاود الظهور وتختفي في مكان آخر على التوالي، واستمرت في الظهور حتى بعد انقطاع الكهرباء عن المنطقة.

التفسير العلمي لظاهرة برق الزلازل

تعتبر ظاهرة أضواء الزلازل الزرقاء أو برق الزلازل ظاهرة علمية معروفة شوهدت عدة مرات ولوحظت أخيرا بعد زلزال تركيا وسوريا المدمر، وهي ظاهرة طبيعية تحدث بعد حدوث الزلازل الكبيرة، حيث تخرج الشحنات من باطن الأرض وتصعد إلى السماء محدثة ظاهرة البرق الزلزالي الأزرق.

ويذكر مقال على موقع “ناشيونال جيوغرافيك”، نشر عام 2019 ، أن صخور البازلت والجابرو ، على سبيل المثال ، تحتوي على شوائب صغيرة في بلوراتها يمكن أن تطلق شحنات كهربائية في الهواء ، وقد قدر العلماء أن الظروف التي أدت إلى ظهور الأضواء موجودة في أقل من 0.5 ٪ من الزلازل في جميع أنحاء العالم ، وهو ما يفسر سبب ندرة هذه الزلازل نسبيا ، كما لاحظوا أن أضواء الزلازل تظهر غالبا قبل أو أثناء الزلازل وليس بعدها.

ويوضح العلماء أن ضغط الصخور المتصادمة يولّد شحنات كهربائية تنتقل لأعلى على طول الصدوع الجيولوجية شبه الرأسية الشائعة في مناطق الصدع، وعندما تصل الشحنات إلى سطح الأرض وتتفاعل مع الغلاف الجوي ، فإنها تخلق توهجا.

يعتقد الباحثون أن الامر يبدأ بعيوب في الصخر ، حيث تفقد ذرات داخل التركيب الكيميائي للمعدن إلكترونا ، وعندما يضرب إجهاد الزلزال الصخر ، فإنه يكسر الروابط الكيميائية، ويخلق ثقوبا بشحنة كهربائية موجبة ، ويمكن لسلسلة من “الثقوب الإيجابية” أن تتدفق عموديا عبر الصدع إلى السطح ، مما يخلق مجالات كهربائية محلية قوية يمكنها توليد الضوء.