افتتاح كنيس يهودي في الإمارات.. وهذا موعد أول صلاة فيه!
دشنت الإمارات بيت العائلة الإبراهيمية في العاصمة أبوظبي والذي ويضم ثلاثة دور عبادة، مسجداً وكنيسة وكنيساً يهوديا، حيث سيبدأ باستقبال زواره في الأول من مارس 2023.
وقال محمد خليفة المبارك، رئيس بيت العائلة الإبراهيمية: "يأتي تأسيس بيت العائلة الإبراهيمية ليشكل امتداداً لإرث الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد "طيب الله ثراه"، والقيم التي بنى عليها دولتنا، ورؤيته للسلام وقيم التفاهم والاحترام المتبادل في دولة تحتضن اليوم أكثر من (200) جنسية من حول العالم، ونأمل أن يكون هذا الصرح مصدر أملٍ لأجيال المستقبل، ومنارة تجمعهم على الخير، لأجل عالم متفاهم ومتعايش بسلام".
ويضم بيت العائلة الإبراهيمية دور عبادة ثلاثة، هي مسجد فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، وكنيسة قداسة البابا (فرانسيس)، وكنيس (موسى بن ميمون)، وتتيح هذه المرافق الثلاثة للزوار فرصة الاستفادة من الخدمات الدينية التي توفرها، وممارسة شعائرهم وعباداتهم، كما يمكنهم حجز الجولات الإرشادية، والمشاركة في الاحتفالات الدينية، والاطلاع على المعتقدات الإيمانية والدينية المختلفة.
من جهته، قال الدكتور محمد حسين المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر السابق: "إن بيت العائلة الإبراهيمية يأتي ترجمة حقيقية لبنود وثيقة الأخوة الإنسانية، التي تدعو إلى ضمان التسامح والتعايش المشترك، وكفالة حرية العقيدة وحماية دور العبادة، وهذا البيت هو نموذج للتعايش والتقارب والاحترام المتبادل من أجل الإنسان، يسعدني أن احتفل معكم اليوم بافتتاح بيت العائلة الإبراهيمية، الشاهد على نهج دولة الإمارات العربية المتحدة وقادتها نحو تعزيز حوار الأديان والتسامح والتعايش بين الجميع، وتطبيق قيم الأخوة الإنسانية، وحرصهم على خلق أرضية ممهدة لتلاقي المؤمنين من مختلف الديانات، والانطلاق بالقيم المشتركة في الأديان لمواجهة التطرف الفكري والإنساني، ونشر الحب".
وبدوره قال نيافة الكاردينال (ميغيل أنخيل أيوسو جيكسوت)، رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان في الكرسي الرسولي: يجسد بيت العائلة الإبراهيمية نموذجاً مثالياً لجميع أفراد المجتمع من مختلف الأديان والثقافات والتقاليد والمعتقدات للعودة إلى الجوهر، والمتمثل في المحبة، محبة الجار، إنه يرسخ جهوده لتعزيز الحوار والاحترام المتبادل، ويعمل في خدمة الأخوة الإنسانية ونحن نسير معاً على دروب السلام.
وقال الحاخام الأكبر للتجمعات العبرية المتحدة في بريطانيا والكومنولث (السير إفرايم ميرفيس): "في هذا اليوم التاريخي، اجتمعنا معاً للاحتفال بهذا الصرح التاريخي الذي يجمعنا على محبة الله -بيت العائلة الإبراهيمية، من اليوم فصاعداً، دعونا نستخدم هذا الموقع المقدس الاستثنائي لبناء عالم جديد نعزز فيه الوئام والسلام، وفي عالم يمكن أن تفصل فيه الاختلافات بيننا، دعونا نقول هنا إن قيمنا الإنسانية المشتركة تجمعنا دوماً أكثر مما تفرقنا".
يذكر أن دور العبادة الثلاثة، متساوية الأحجام والمكانة، في رمزية تعكس الديانات الثلاث على اختلافها والتي صممها المهندس المعماري العالمي، السير ديفيد أدجايي، لتجسد القواسم المشتركة بين الديانات الإبراهيمية الثلاث من خلال أبعادها الخارجية العامة، مع استخدام الرموز المعمارية والفردية التي تميز كل نمط معماري لكل ديانة على حدة، يأخذ كلاً منها شكل مكعب يبلغ عمقه (30) متراً، وعرضه (30) متراً وارتفاعه (30) متراً، يتجه المسجد باتجاه مكة، بينما تتجه الكنيسة نحو الشرق، أما الكنيس فيتجه نحو القدس، بينما تعكس الحديقة التي تربط المباني الثلاثة، رمزية الحدائق ودلالاتها الإيمانية التي تحفل بها الديانات الثلاث.