ما الفائدة من حجب تيك توك في الأردن؟
استغرب نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي، الاستمرار في حجب تطبيق "تيك توك" في المملكة منذ يوم الجمعة الماضي، رغم أنه بإمكان أي شخص تجاوز الحجب عبر خدمة VPN.
وقال البرفيسور في الأمن السيبراني - علم التشفير، محمد عالية، إنه في خضم هذه الفوضى الإلكترونية التي نعيشها وعدم وجود رقابة على المحتوى كان لابد من الحجب رغم أن فرض الرقابة على هذه التطبيقات يكلف الحكومة ويشكل عبئا عليها.
وأكد عالية، لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، أن هناك عددا كبيرا من الفيديوهات المتداولة والمنشورة غير صحيحة وتؤثر سلبا على المجتمع، موضحا أن الحجب يجب أن يكون مؤقتا بسبب الاضطرابات في الشارع.
ووفق إحصاءات عالمية تم نشرها، تبين أن عدد حسابات الأردنيين على تطبيق “تيك توك” يقدر بأكثر من 4.4 مليون حساب؛ حيث تثبت الأرقام أن تواجد المتابعين الأردنيين على هذا الموقع كبير.
وكان تقرير شركة “Hootsuite” المتعلق بـ”حالة الإنترنت حول العالم”، قد أشار إلى أن هناك حسابات متعددة قد تكون لشخص واحد يمكن إنشاؤها على هاتفه الذكي، ما خلق رقما قياسيا وكبيرا في عدد الحسابات الأردنية على هذا الموقع، يقدر بما نسبته 39.3 % من عدد سكان الأردن.
تيك توك يهدد أطفال الأردن
يحذر الخبراء من الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال، وخاصة تطبيق تيك توك، وحثوا الآباء على مراقبة الأطفال والمراهقين باستمرار.
ويؤكد الخبراء أن تطبيق تيك توك قد يشكل "تهديدات خطيرة للصحة العقلية لمستخدميه من الشباب والأطفال".
وقال خبير تكنولوجيا المعلومات، شاهر مصطفى، إن تطبيق تيك توك ينقسم إلى قسمين رئيسيين، الأول هو موجز "المتابعة"، والذي يعرض فقط مقاطع الفيديو التي أنشأها المستخدمون والتي يتابعها صاحب الحساب.
والقسم الثاني هو موجز "من أجلك"، وهو عبارة عن مجموعة من مقاطع الفيديو المقترحة بناءً على نشاط الحساب ونوع المحتوى الذي يشاهده المستخدمون عادةً.
وأضاف مصطفى أن موجز "من أجلك" قد يسبب مشكلات لأنه يسمح أحيانا للمستخدمين، بما في ذلك الشباب، بمشاهدة مقاطع فيديو تحتوي على مشاهد غير لائق.
وتابع مصطفى: "يتضمن المحتوى غير اللائق مقاطع فيديو عنيفة أو مقاطع فيديو كئيبة أو مجرد مقاطع فيديو لا ينبغي أن يشاهدها الأطفال".
ومع ذلك، ذكر مصطفى أن التطبيق يمكن أن يكون أيضًا مصدرًا للإبداع والمتعة للمستخدمين.
من جهته، قال عالم الاجتماع حسين الخزاعي إن تيك توك يسمح للأطفال بالاطلاع على مقاطع فيديو للكبار بطريقة غير خاضعة للمراقبة.
وأضاف الخزاعي أن "الأطفال على منصات التواصل الاجتماعي عرضة لضرر عاطفي ونفسي"، وهم أكثر عرضة للغة غير اللائقة وأعمال العنف والتنمر عبر الإنترنت والمحتوى الجنسي.
وتابع الخزاعي: "الأطفال يقلدون كل ما يرونه، سواء عبر الإنترنت أو ما يفعله آباؤهم"، مشددا على ضرورة أن يراقب الآباء ما يشاهده أطفالهم عبر تيك توك.
وذكر أن هذه الفيديوهات تؤثر على سلوك الأطفال، وأن الأجيال الشابة هم أكثر عرضة لتجربة أشياء جديدة، لأنهم شجعان ويحبون الاستكشاف، وهم أيضا أقل عرضة للتفكير في عواقب أفعالهم.
بدورها، قالت خبيرة وسائل التواصل الاجتماعي، بيان عودة، إن تطبيق "تيك توك" يشكل العديد من التهديدات للمستخدمين الشباب، من القدرة على التواصل مع الغرباء إلى التسلط عبر الإنترنت".
وأضافت أن أحد مخاطر التطبيق هو الاحتمال الكبير للتواصل مع الغرباء، حيث يتم تعيين الحسابات التي أنشأها المستخدمون فوق سن 16 عاما بشكل افتراضي.
وتابعت الخبيرة: "هذا يعني أنه يمكنهم التواصل مع أي شخص وكل شخص يواجهونه على التطبيق، بما في ذلك الغرباء".
وقالت عودة إن حسابات الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و 15 عامًا يكون لها اعدادات خاصة، لكن "يمكن تجاوز هذا التقييد بسهولة عن طريق إدخال تاريخ ميلاد مزيف عند التسجيل للحصول على حساب".