طوقان: نمتلك في الأردن كعكة صفراء تكفينا كوقود لـ100 عام

قال رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية الدكتور خالد طوقان إنه لدينا في الأردن ثروة استراتيجية من الكعكة الصفراء تكفينا كوقود لـ100 عام على الأقل.

ونفي طوقان في تصريحات لـ "إذاعة حياة اف ام" صرف مبالغ مالية طائلة على البرنامج النووي الأردني كما يشاع، مؤكدا مؤكدا أن ما صرف على البرنامج النووي الأردني مقارنة مع المرافق النووية التي أقيمت في المملكة،ووضعت الأردن على خارطة  العالم النووية،ماهي إلا مبالغ زهيدة جدا.

وقال طوقان إن ما صرف على البرنامج النووي الأردني منذ 15 عاما لم يتجاوز مئة و 10 ملايين دينار أي بمعدل 10 ملايين دينار سنويا، وهذا مبلغ قليل جداً مقارنة مع ما يصرف على مشاريع أخرى،أو مقارنة بموازنات محطات الاعلام والتلفزيون”،وفقا لطوقان.

وأضاف :”وفقا للمبلغ الذي صرف على البرنامج الأردني،لدينا مفاعل نووي بحثي متطور جدا وهو مركز تأهيل وتدريب علمي وعالمي،وأصبح يعتبر منصة للتعليم والتدريب المتقدم ،ولدينا مصنع ريادي لليورانيوم نستخرج منه الكعكة الصفراء،ونجحنا في تبويب مصادر اليورانيوم على المستوى العالمي بانسجام مع معايير “جورك العالمية”، ونجحنا في عملية تصميم عمليات الاستخراج الكيميائي والصناعي وطنيا وبعقول وأيادي أردنية”.

واشار طوقان إلى أن المصنع تمكن لغاية اللحظة من إنتاج ما يقارب الـ 50 كغ من الكعكة الصفراء بعد علاج نحو 400 طن من الخام،مؤكدا أن البرنامج النووي الأردني يعد ميزة للدولة ويدخل في الاستخدامات الطبية ومجال الطاقة والكهرباء والمياه.

وبين أنه منذ بدء البرنامج تم تأهيل 200 شاب أردني،منهم من تم ابتعاثه إلى أرقى المعاهد العلمية النووية العالمية،وبعضهم الآن يعمل بالمفاعلات النووية على المستوى العربي وخارجه.

وحول تسليط الضوء من قبل  الاعلام على البرنامج الأردني النووي ،قال طوقان:”أعتقد أن الجرعة الاعلامية حول البرنامج متوازنة،وربما نحتاج لمزيد من تسليط الضوء عليه بشكل أكبر”.

ولدى سؤاله عن سبب التحول في البرنامج والحديث عن مفاعلات نووية كبيرة،إلى مفاعلات نووية صغيرة من أجل انتاج الكهرباء وتحلية المياه، بين طوقان أن السبب فني بحت، فالبرنامج ليس مفاعل نووي فقط،وإنما برنامج متكامل له محاور رئيسية وتم إنجازها جميعا ،ولدينا مشروع المحطة النووية وبدأنا  به على مستوى مفاعلات نووية بمقدار 1000 ميجا واط ولكن واجهنا تحديات عدة.

وفند طوقان التحديات التي واجهت العمل بالمفاعلات النووية الضخمة إلى تحدي شح المياه والمرتبط بالحاجة لتبريد المفاعلات النووية،بالاضافة لتحدي التمويل،وتحدي الشبكة الكهربائية ،فالشبكة بالاردن صغيرة ،ولذلك انتقلنا للمفاعلات النووية الصغير،في حين ان المفاعلات الصغيرة مجربة مسبقا.

وأكد طوقان أن المفاعلات النووية الصغيرة مناسبة للأردن كونها لا تحتاج لتبريد وبعضها يبرد بالهواء،ويوجد مفاعلات تبرد بالغاز،وبالتالي لا نحتاج لمياه،وحجم الاستثمار الرأسمالي قليل مقارنة مع المفاعلات الضخمة وهذا ضمن القدرات المالية للمملكة.

وأكد طوقان أن الأردن منذ سبعينات القرن الماضي وقع على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية،ويوجد 4 بنود لهذه الاتفاقية،سيما أن البند 4 يشير بوضوح إلى ان أي دولة توقع على هذه المعاهدة لها الحق الكامل والسيادي  في استخدام كل مجالات الطاقة النووية للأغراض السلمية بكل حرية،ومن ضمنها استكشاف وتعدين واستغلال اليورانيوم وتخصيبه وتصنيعه للاغراض السلمية.

“نحن كدولة وقعنا على هذه المعاهدة ،وهذا حق سيادي،وفي منطقة وسط الأردن حددنا على الأقل كميات احتياطي تبلغ 42 ألف طن من الكعكة الصفراء ،ومعروف أن في جنوب الأردن وشماله يوجد به يورانيوم لكنه مخلوط مع الفوسفات ،فالأردن دولة تحتوي على هذا الخام وخام “الثوريوم” وهو مادة نووية ،وسيأتي يوم يصبح به اليورانيوم والثوريوم أحد المواد الأساسية في الطاقة النووية”، بحسب طوقان.

وتابع القول :”لدينا ثروة استراتيجية من الكعكة الصفراء تكفينا كوقود لـ100 عام على الأقل، ونتطلع في العقد القادم لتصنيع الكعكة الصفراء من خلال التحويل والتخصيب بدلا من استخراجه فقط”.

الكعكة الصفراء

أشار طوقان إلى أن انتاج واستخراج الكعكة الصفراء كمادة خام حق للدولة ، ولكن عند البدء بالتحويل والتخصيب هنا يكمن الحظر على هذا الأمر .

وعن الجدوى الاقتصادية للكعكة الصفراء،أجاب الطوقان:”أنا ضد بيع الكعكة الصفراء  كسلعة وكخام،والقيمة الحقيقية للكعكة الصفراء تكمن في تخصيبها،فقيمتها بما تستطيع ان تنتج منها من الطاقة،حيث نسعى لتصنيع الكعكة الصفراء وليس فقط استخراجها.

الدمج

يرى طوقان أن الهدف من محاربة الهيئة من قبل البعض هو تبسيط لدورها الهام،مشيرا إلى أن البعض طالب بدمجها ،وهذا أمر صعب فالهيئة لا يمكن أن تديرها وزارة أو جامعة .

ولدى سؤاله عن تعرضه للاستهداف ،أكد طوقان أنه لم يسبق له أن تعرض لاستهداف حقيقي ، وإنما تعرض لاستهداف اعلامي وانتحال شخصية وتم التصدي لذلك .

واختتم حديثه بالقول أن الأردن أصبح لديه رصيد دولي غني جدا في الوكالة الدولية والأمم المتحدة ،فالأردن سيكون أنموذجا للاستخدام السلمي للطاقة في الشرق الأوسط كما قال جلالة الملك عبدالله الثاني.