وباء الكوليرا يتنتشر بسوريا.. ما مدى خطورته وعلاجه؟

انتشر وباء الكوليرا (إسهال ماء الرز) مجددا في سوريا، خصوصا شمال البلاد، إذ تجاوز إجمالي الإصابات المسجلة في البلاد 253 إصابة، و23 وفاة، ولكن ماذا تعرف عن الكوليرا؟

لأنّ التوعية الصحيّة عن الكوليرا لها دور فعال في الوقاية من المرض وحسر الوباء.. إليكم الإجابات الوافية على تساؤلاتكم: ما هي الكوليرا وما طرق انتقالها وكيف تقي نفسك وعائلتك منها؟.

الكوليرا:

الكوليرا عدوى إسهاليّةٌ تُصيب الأمعاء تسببها جرثومة الضمة الكوليرية (Vibrio cholera).

والإصابة بالمرض في معظم الأحيان تُسبب أعراضًا بسيطةً أو تكون بلا أعراضٍ وقد لا يمكنك تمييزها عن حالات الإسهال المعتادة، لكن في نحو 10% من الحالات تتطور أعراضٌ أخطر.

وتتميز العدوى الشديدة بإسهالٍ مائيٍّ غزيرٍ (يكون له مظهرٌ حليبيٌّ شاحبٌ، يُعرف بماء الأرز) وغثيانٍ وقيءٍ، وتشنجاتٍ في العضلات، خصوصا في الساق.

وتكمن خطورة الكوليرا في الإسهال المائيّ الشديد الذي يؤدي لفقد كميةٍ كبيرةٍ من السوائل والشوارد فيحدث جفافٌ (من أعراضه جفاف الفم واللسان، والعطش والتعب الشديد)، وإذا لم يعالج المرض بسرعةٍ ربما يكون قاتلًا في غضون ساعاتٍ!.

ومع ذلك، فعند إسعاف المريض بطريقةٍ ملائمةٍ تنخفض نسبة الوفاة إلى أقل من 1%؛ لذا فمن الضروريّ إسعاف المريض فورًا.

علاج الكوليرا:

لا يُشترط التشخيص الدقيق لإسعاف المريض، فأهم إجراءٍ هو تعويض كميات السوائل والأملاح المفقودة، وذلك بإعطاء المريض محاليل الإماهة (أي تعويض السوائل) مثل محلول من الأملاح الفموية (ORS)؛ لكن في حالات التجفاف الشديدة يلزم إعطاء المحاليل بالطريق الوريدي.

ويمكن أيضًا إعطاء المريض مضادًا حيويًا؛ فهو يساعد على التعافي من الكوليرا، (حيث ينقص من مدة الإسهال وكميته).

بالنسبة لإخواننا في سوريا، ففي حال الشك بالإصابة توجهوا إلى أقرب مركز صحي.

الوقاية من الكوليرا:

والآن ننتقل للمحور الأهم بموضوعنا: كيف تنتقل إلينا عدوى الكوليرا؟ وكيف نحمي أنفسنا من الإصابة بها؟

تنتقل العدوى أساسًا عبر الماء الملوث ببراز أحد حاملي المرض وأيضًا عبر الطعام الملوث؛ لذا فإنّ الدول التي لا تتوفر فيها موارد المياه النظيفة تكون مهددةً بحدوث فاشيات الكوليرا، وكذلك ضعف البنية التحتية وسوء النظافة العامّة تزيدان أيضًا من هذا الخطر، (وقد تم إغلاق العديد من معامل المثلجات والمطاعم في حلب).

ويمكن الوقاية من الكوليرا باحتياطات بسيطة تحتاج إليها إذا ما كنت مقيمًا أو مسافرًا إلى بلدٍ ينتشر فيه الكوليرا، يمكنها أن تقلل بشدة من فرص إصابتك بالمرض وهي:

- اغسل يديك بالماء والصابون كثيرًا، خصوصا بعد قضاء حاجتك، وقبل لمس الطعام (احرص على إبقاء الصابون على يديك لمدةٍ لا تقل عن 15 ثانية قبل غسله بالماء).

- استعمل فقط المياه الآمنة: سواء كانت مياه معلبة أو مياه قمت أنت بغليها أو تعقيمها بنفسك، واستخدم هذه المياه كذلك في غسل الأسنان والأطعمة.

- ابتعد عن المثلجات وقطع الثلج المباعة في الأسواق.

- أما مع الطعام فيتعين عليك اتباع القاعدة الطبية التي تقول (اغله، أو اطهه، أو قشّره؛ أو انسَه)، وهي قاعدةٌ وضعت لوقاية المسافرين عمومًا لكنها فعّالةٌ أيضًا في الوقاية من الكوليرا.

ويعني ذلك أن تتناول فقط الطعام المطهو جيدًا، لا سيما في المأكولات البحرية، وفي المقابل عليك تجنب أصناف الطعام التي لا تُطهى بالكامل (السوشي كمثال).

ويقصد ب (قشّره) أن تتجه إلى الخضراوات والفواكه التي تقشّرها بنفسك كالبرتقال والتفاح والخيار والموز.

كما يجب أن تتوخَّ الحذر من منتجات الألبان، فقد يكون اللبن المستعمل غير معقمٍ بطريقةٍ سليمةٍ، والأفضل أن تقوم بتعقيمه بنفسك، وبالنسبة للرضع (فالأفضل لهم هو الإرضاع الطبيعي).