الدغمي: لا يوجد أي معتقل رأي في الأردن

تحدى رئيس مجلس النواب عبد الكريم الدغمي، أن يكون هناك معتقل رأي في الأردن.

تحت رعاية رئيس مجلس النواب الأردني، عبد الكريم الدغمي، أطلق مركز الحياة- راصد، فعاليات المؤتمر الوطني "آليات تجويد العلاقة بين البرلمان والحكومة ومؤسسات المجتمع المدني"، اليوم الأحد.

وأضاف الدغمي: "قبل شهر تغلبت مع البرلمان الاوروبي بسبب تقرير الحريات العامة الذي أبلغوني أن مصدره مؤسسات المجتمع المدني التي لا أتفق مع بعضها بسبب الممارسات التي تفتقد للشفافية وسبل الصرف المالية التي ليس لها أثر على المجتمع".

وأكد الدغمي على الجهود النوعية التي يقودها جلالة الملك في عملية التحديث السياسي والاقتصادي والإداري، والتي من شأنها تعزيز مسيرة الإصلاح الأردنية، والمساهمة في تطوير الإدارة العامة الأردنية التي كانت مثالًا للقدرات والخدمات والكفاءة، ولفت إلى دور البرلمان بأنه قدّم مجهودًا نوعيًا خصوصًا في التشريعات التي تتعلق بمسار التحديث السياسي والتي أقرها البرلمان خلال دورته العادية، وإلى التطورات التي أدخلها على تلك التشريعات والحوارات الوطنية التي تم تنفيذها من لجان المجلس، وشدد على أن مجلس النواب اليوم يعمل وفقاً لإطاره الدستوري من خلال تفعيل دوره الرقابي على السلطة التنفيذية من خلال الأسئلة والاستجوابات والمذكرات واللقاءات التي يعقدها أعضاء المجلس بشكل دوري من خلال لجانه وكتله مع المعنيين من الوزراء، ويعمل مجلس النواب مع الحكومة وفقاً لمبدأ فصل السلطات على مراقبة تنفيذ منظومة الإصلاحات المختلفة لما في ذلك من أثرٍ إيجابياً على مستوى الدولة.

وحول مؤسسات المجتمع المدني أشار الدغمي أن علاقة مجلس النواب مع مؤسسات المجتمع المدني ليست جديدة وليست وليدة اللحظة، بل هي مبنية ومترسخة منذ عقود فمؤسسات المجتمع المدني سواءً نقابات أو أحزاب أو مؤسسات وغيرها هي جزء أصيل من مؤسسات الدولة الأردنية، التي تضطلع إلى تطوير ورفعة الأردن، كما وأوضح إلى أنه بالرغم من أن البعض يأخذ عليه أنه لا يتفق مع بعض المؤسسات فإنه اليوم يؤكد بأنه لا يتفق مع ممارسات بعض المؤسسات ولن يتفق معها، ما دامت هذه الممارسات تغيب عنها الشفافية والمهنية والموضوعية.

وأضاف الدغمي قائلًا نريد أن يكون لدينا مؤسسات وطنية تعمل بمهنية عالية، نحاورها ونناقشها ونستفيد من خبراتها ونكمل بعضنا بعضاً لتطوير وتحديث كافة القطاعات، وهنا فإنني أجد لزاماً علينا أن نبني خارطة طريق تفعل العلاقة بين المجتمع المدني والبرلمان والحكومة، لتكون علاقة مبنية على مصالح وطنية، وأساسها أولويات الدولة الأردنية، ومبتغاها التطوير والتحديث والسعي نحو أردن ديمقراطي.

 كما بيّن الدغمي بأن مجلس النواب يتعامل مع المفهوم الشامل للمجتمع المدني بكافة مكوناتها ضمن نهج الأبواب المفتوحة فالبرلمان لم يغلق في وجه أحد ولن يغلق وسيبقى بيت الشعب الذي يسعى دوماً لتجويد التشريعات وموائمتها مع الأولويات الوطنية من جهة وأولويات المواطنين من جهةٍ أخرى، ولكم في راصد مثالاً فهو يتعاون مع المجلس في العديد من المجالات والمفاصل، وهو مؤسسة مجتمع مدني أردنية، وهذا النهج هو نهج التشاركية الذي يوجهنا له جلالة الملك في كافة لقاءاته، وأكد على أن علاقة البرلمان مع المؤسسات الدولية قوامها الاحترام والتعاون المنسج مع الرؤي الملكية، والمنسجم مع الأولويات الوطنية، ولن نختلف إلا من أجل الأردن ومصلحته، فهذه هي غايتنا في كل عملنا وجهدنا ومسعانا، وأشار إلى أن البرلمان الأردني يعتبر من البرلمانات المفتوحة إذ يتم نشر كافة الجلسات على المواقع الالكترونية بشكل مباشر ويتم نشر القرارات وجداول الأعمال على الموقع الالكتروني لمجلس النواب، وهذا ينسجم مع العديد من المبادرات العالمية ومن أهمها مبادرة البرلمانات المفتوحة، كما أن المجلس لديه علاقات وشراكات إقليمية وعربية ودولية يعتز ويفتخر بها.

وطالب الدغمي مؤسسات المجتمع المدني بكافة تصنيفاتها أن تنتقل من العمل الفردي إلى العمل الجماعي وأن تطرق أبواب الجميع وتقدم النصح والإرشاد في كافة القطاعات، وعلى المجتمع المدني أن يعمل على تصميم برامجه وأنشطته استجابة لمتطلبات المجتمعات المحلية وبالتشاور معها، وهذا يقودنا لأن يكون لدينا نظام اعتمادية يعمل على تصنيف مؤسسات المجتمع المدني استناداً لمعايير مختلفة، حتى يتم التعامل مع المؤسسات بناءً على تصنيفها وعملها ومهنيتها وشفافيتها ومدى انتشارها وعملها الجماعي مع أقرانها.

ومن جانبه، أكد مدير عام مركز الحياة- راصد، عامر بني عامر، على أن العلاقة الإيجابية بين مؤسسات المجتمع المدني والبرلمان والحكومة هي حجر الأساس للإصلاح الوطني الشامل، وأكد بني عامر على أن تأطير العلاقة وتجويدها سيساهم في تفعيل دور المؤسسات الوطنية ويرسخ مبدأ التشاركية الفاعلة من خلال استثمار الطاقات الأردنية في مختلف المجالات والأصعدة.

وشدد بني عامر على ضرورة الانتقال من مرحلة التضاد التي يعيشها البعض إلى مرحلة التوازي وهذه المرحلة تطلب جهوداً نوعية من كافة الجهات لتذلل العقبات والتحديات وتعظم الإيجابيات، وهذا بدوه سينعكس إيجابياً على آليات العلاقة بين مؤسسات المجتمع المدني والبرلمان والحكومة، وأثنى بني عامر على مقترح رئيس مجلس النواب بما يتعلق بوجود اعتمادية وتصنيفات لمؤسسات المجتمع المدني لما في ذلك أثر إيجابي على نوعية العمل المقدم، وانسجامه مع الأولويات الوطنية.