إن وسائل الولايات المتحدة التي "تنهب" ثروات البلدان الأخرى، لا سيما البلدان النامية، تعتبر أكثر "تنوعًا" و"ذكاءً"، وعندما يكون هناك تضارب في المصالح، فإن الولايات المتحدة لا تكون أبدًا "رقيقة القلب".

- النفط كمكافأة لـ"الاستثمار العسكري" الأميركي؟

أفادت وكالة سانا السورية في يوم الـ23 من تموز (يوليو) أن القوات الأميركية استخدمت عشرات السيارات لشحن النفط الذي سرقته من سوريا ونقله إلى قواعدها في العراق.

كانت القوات الأميركية متمركزة في شمال شرق سوريا في عام 2015، وواصلت سرقة النفط السوري منذ ذلك الحين.

وبحسب البيانات، في عام 2021، بلغ الإنتاج اليومي من النفط السوري حوالي 85900 برميل، منها 70 ألف برميل استولت عليها الولايات المتحدة والمعارضة السورية المدعومة منها، ولم يتبق سوى أقل من 16 ألف برميل للسوق المحلي السوري.

واتهم وزير البترول والثروة المعدنية بسام توما الولايات المتحدة وحلفاءها بالتصرف مثل "القراصنة".

بالنسبة للهدف الحقيقي من التدخل في شؤون الشرق الأوسط، في عام 2019، أوضح الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب الأمر بوضوح شديد.

وفقا للتقرير الصادر عن صحيفة "واشنطن بوست"، يعتقد ترامب أن النفط هو مكافأة لـ "الاستثمار العسكري" للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ومن المنطقي أن تأخذ الولايات المتحدة جزءا منه.

- تفرض "إمبريالية الغذاء" ضغطاً هائلاً على أميركا اللاتينية

بالإضافة إلى نهب الموارد بشكل مباشر، تعمل الولايات المتحدة أيضًا على تعزيز "الإمبريالية الغذائية" في أميركا اللاتينية، والتي تؤثر على التنمية الزراعية لدول أميركا اللاتينية.

قال الخبير الاقتصادي الأميركي مايكل هدسون في مقابلة مع موقع "جراي زون" الإخباري الأميركي إن الولايات المتحدة تلاعبت بقروض صندوق النقد الدولي والبنك الدولي للسماح لبعض دول أميركا اللاتينية بزراعة المزيد من المحاصيل الزراعية التي لا تستطيع الولايات المتحدة زراعتها، في الوقت نفسه، تجعل هذه البلدان تعتمد على صادرات الغذاء الأميركية، وتتطور صناعات لن تنافس الولايات المتحدة.

في هذه الدورة، أصبح هيكل الإنتاج الزراعي لبلدان أميركا اللاتينية أكثر وحدة، ومن الصعب تحقيق اختراقات في التنمية الصناعية.

- الانخراط في هيمنة الدولار وشن حربًا تجارية

بالاعتماد على هيمنة الدولار الأميركي، يمكن للولايات المتحدة أن تطبع النقود دون قيود تقريبًا، ووفقًا لدورتها الاقتصادية الخاصة، يمكنها التبديل مرارًا وتكرارًا بين "فتح باب الإفراج عن المياه" و"إغلاق البوابة لقطع التدفق"، ونهب احتياطيات النقد الأجنبي لمختلف البلدان ونهب ثروات العالم، وبخاصة الدول النامية.

على مر السنين، خلقت هيمنة الدولار "فخ الدخل المتوسط" في أميركا اللاتينية وأزمة مالية في جنوب شرق آسيا، ما عمقت الفقر وعدم المساواة في العالم.

عندما يكون من الصعب على الولايات المتحدة "نهب" ثروة الدول الأخرى من خلال مزايا سلسلتها التكنولوجية والصناعية، تصبح الحروب التجارية عادة خيار واشنطن، وتستهدف "ألاعيب" الولايات المتحدة كلاً من حلفائها ومنافسيها.