الحكومة: أحرَزنا تقدما كبيرا في القضاء على الجوع و5 أهداف أخرى
عرض وزير التخطيط والتعاون الدولي رئيس اللجنة الوطنية العليا للتنمية المستدامة ناصر الشريدة تقرير الأردن الطوعي الوطني الثاني حول أجندة التنمية المستدامة 2030، في المُنتدى السياسي رفيع المستوى بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، والذي عقد تحت عنوان (إعادة البناء بشكل أفضل بعد جائحة كورونا مع المضي قدماً في التنفيذ الشامل لخطة التنمية المستدامة لعام 2030).
وبحسب بيان للوزارة اليوم الجمعة، يبين التقرير مدى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وأهم التحديات التي تواجه تنفيذها، بالإضافة إلى خارطة الطريق التي ستساعد في تسريع وتيرة العمل لمواءمة الجهود التنموية الوطنية مع أجندة التنمية المستدامة.
وترأس الشريدة الوفد الأردني المشارك في المُنتدى لتقديم تقرير الأردن الطوعي الوطني الثاني حول أجندة التنمية المستدامة 2030.
وأوضح أن الاقتصاد الوطني ما يزال يواجه مجموعة من التحديات منذ المراجعة الأولى وعرض التقرير الأول في عام 2017 نتيجة تبعات عدم الاستقرار الإقليمي، واستمرار استضافة أكثر من 1.3 مليون لاجئ سوري، وتبعات جائحة كورونا، وكذلك ارتدادات الأزمة الروسية الأوكرانية مؤخراً.
وبين أنه كان لهذه التحديات التأثير الكبير على مستويات التنمية والنمو في الأردن، انعكس في ارتفاع معدلات البطالة، وانخفاض الاستثمار الأجنبي المباشر ومستويات التجارة، وانقطاع سلاسل التوريد، وزيادة الأعباء على الموارد الوطنية المحدودة فعلا، فضلا عن زيادة تكاليف الطاقة والغذاء، والسلع الأساسية الأخرى.
وأشار الشريدة إلى أن الأردن قَيّم مدى التقدم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة برغم هذه التحديات، وأن هذا التقييم قد أظهر إحراز تقدم كبير في تحقيق 6 أهداف للتنمية المستدامة وهي القضاء على الجوع، والتعلم الجيد، والمياه النظيفة، والصناعة والابتكار، والاستهلاك والإنتاج، والحياة تحت الماء، وبما يوازي ثلثي الطريق نحو تحقيق أهداف عام 2030، مع تأكيد الحاجة للمزيد من العمل الذي يتعين القيام به وعلى وجه الخصوص ما يتعلق بالأمن الغذائي، والتعليم، والمساواة بين الجنسين، وتحسين سُبل العيش للأسر والمجتمعات المحلية.
كما بين الوزير أهمية انعقاد المنتدى بالنظر إلى الحاجة الماسة لشراكة عالمية متجددة للاستجابة للتحديات الناشئة والمتنامية، لافتا إلى تحدي التغير المناخي، وأن تحقيق التقدم في أهداف عام 2030 يتطلب شراكة حقيقية قائمة على المصالح والمسؤوليات المشتركة وتشجيع الدول على المضي بإنجاز المطلوب منها تجاه هذه الأهداف الموضوعة.
وقدم الشريدة مجموعة من المقترحات التي من شأنها المساهمة في دفع الجهود تجاه الوصول إلى الأهداف المتوخاة لعام 2030، بحيث يكون المواطن هو هدف الازدهار العالمي المنشود، إذ أثبتت الجائحة الحاجة إلى إنشاء أنظمة رعاية صحية قوية، والاستثمار في رأس المال البشري، وزيادة الوصول إلى الحماية الاجتماعية وشبكات الأمان، علاوة على أهمية معالجة الاختلالات الاجتماعية والاقتصادية التي فرضتها الأزمة الروسية الأوكرانية، الأمر الذي يدعو الجميع إلى التفكير في الكيفية التي يمكن بها تحسين العولمة وتشجيع التوطين وزيادة المشاركة في سلاسل القيمة من أجل المساعدة في تحسين الأمن الغذائي وتعزيز المنعة، ووقف النقص الذي حصل في تزويد السلع الأساسية.
وشدد على أهمية زيادة مستويات المساعدات الإنمائية الرسمية وليس استمرارها فقط؛ كون ذلك من شأنه أن يساعد في مواجهة بعض موجات الصدمات للأزمات التي يواجهها العالم ويزيد من الدفع بالأهداف لعام 2030.
وسلط الضوء على الدور المتوقع من النظام المالي العالمي في معالجة مشاكل الديون وأعباء خدمة الدين، إذ أشار بهذا الصدد إلى أرقام إجمالي الدين العالمي لعام 2020 الذي ارتفع من 30 بالمئة إلى أكثر من 260 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، وهي أكبر زيادة لسنة واحدة منذ عام 1970.
وشدد الشريدة على حاجة البلدان النامية إلى تحسين الوصول للأسواق وإزالة الحواجز التجارية وفتح الأسواق للخدمات، وكذلك الحصول على المزيد من الدعم لتسهيل التكامل الإقليمي والتعاون البيني الاقتصادي والتجاري.
وأكد مضي الأردن بجهوده في تحقيق الأهداف لعام 2030 وفي مسار التحديث السياسي والإداري والاقتصادي، مختتما حديثه باقتباس من رسالة جلالة الملك عبدالله الثاني المتضمنة الدعوة للعمل على رؤية الأردن الجديدة: "نريده مستقبلاً مشرقاً نعزز فيه أمننا واستقرارنا، ونمضي خلاله في مسيرة البناء إلى آفاق أوسع من التميز والإنجاز والإبداع، نريده مستقبلاً نستعيد فيه صدارتنا في التعليم، وننهض فيه باقتصادنا، وتزداد فيه قدرات قطاعنا العام وفاعليته، ويزدهر فيه قطاعنا الخاص، فتزداد الفرص على مستوى متكافئ، ونواجه الفقر والبطالة بكل عزم، ونحد من عدم المساواة، وينطلق شبابنا في آفاق الريادة والابتكار".
وفي السياق ذاته، نقل وزير التخطيط إلى اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة الذي يشارك فيه وزراء وسفراء وممثلون عن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، الرسائل الرئيسة للمنتدى العربي للتنمية المستدامة 2022 الذي ترأسته المملكة الأردنية الهاشمية في منتصف شهر آذار (مارس) الماضي، ونظمته اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) بالتعاون مع جامعة الدول العربية ومنظمات الأمم المتحدة العاملة في المنطقة العربية تحت عنوان "التعافي والمنعة"، إذ تناول المنتدى العربي موضوع التعافي من جائحة كورونا (كوفيد- 19) وتبعاتها وتعزيز المنعة لدول المنطقة العربية التي تفاقمت أزماتها وخاصة ارتفاع نسب الفقر ومعدلات البطالة، لا سيما بين الشباب والشابات واتساع فجوة اللامساواة، والتغير المناخي، وشح المياه، وتحديات الأمن الغذائي، والنزوح، والهجرة القسرية، وغيرها من التحديات.
وبين الشريدة أمام المنتدى السياسي مطالبات المنتدى العربي للتنمية المستدامة بضرورة تكثيف الجهود حتى عام 2030 واتخاذ خطوات جدية وجريئة لبناء حوكمة رشيدة ومجتمعات تتمتع بالمنعة وتحقيق معدلات نمو وفرص عمل غير مسبوقة ومراعاة تحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية واستدامة البيئة.
وأشار إلى أن المنطقة العربية تحتاج إلى الاحتفاظ بمكتسباتها التنموية وضمان فرص أفضل للشابات والشباب للعيش في إقليم يسوده السلام والأمن والرفاه والوصول إلى الأهداف المبتغاة عام 2030، والإجماع بين المشاركين على أن التعافي المستدام والشامل والمَنيع وصولا إلى أهداف التنمية المستدامة يتطلّب خطوات عملية في مجالات التعليم الجيد، والمساواة بين الجنسين، والحياة تحت الماء والبر، والشراكات العالمية والتعافي والمنعة.
وأكد الشريدة أن التحديات القائمة تتطلب العمل بمنهجية مختلفة ومبتكرة من شأنها أن تسهم بفاعلية في تحقيق الأهداف المنشودة لضمان مستقبل أفضل للأجيال المقبلة.
ويعد المنتدى السياسي رفيع المستوى المنصة الرئيسية لمتابعة ومراجعة خطة التنمية المستدامة 2030 على المستوى العالمي، حيث قدمت 45 دولة، من ضمنها الأردن، تقارير المراجعة الطوعية خلال أعمال المنتدى.
ويُذكر أن مخرجات هذا المنتدى يتم اعتمادها خلال الجلسة النهائية كخارطة طريق لخطط كافة منظمات الأمم المتحدة لدعم الدول في تنفيذ أجندة التنمية المستدامة، وتعتبر المرجع الرئيسي للدول والجهات المانحة والمقرضة لتوجيه أولويات التمويل. (بترا)