قال وزير السياحة والآثار نايف حميدي الفايز إن الوزارة عملت رغم الظروف التي فرضتها جائحة كورونا برؤية جلالة الملك عبدالله الثاني وإنجاز المهمة في بث الروح في كل مفاصل القطاع السياحي كي يزدهر من جديد ويسهم بالمزيد في رفد الاقتصاد الوطني، والأرقام بدأت تتحدث بأن يتجاوز الدخل السياحي مع نهاية العام الحالي 2.9 مليار دينار والذي تم استهدافه في الاستراتيجية الوطنية للسياحة.

جاء ذلك خلال رعايته- مندوبا عن سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد- الحفل الرسمي لفوز مادبا بلقب عاصمة السياحة العربية لعام 2022، في بانوراما البحر الميت بحضور رئيس المنظمة العربية للسياحة الدكتور بندر بن فهد آل فهيد ووزراء وأعيان ونواب وسفراء ورؤساء جمعيات وفعاليات رسمية وشعبية في محافظة مادبا.

وبين الفايز أن الأرقام في النصف الأول من هذا العام تجاوزت من حيث أعداد الزوار 1.9 مليون زائر ونحن بانتظار نتائج الدخل السياحي الذي نتوقع أن يتجاوز 1.5 مليار دينار للنصف الأول من هذا العام.

وقال: "لقد كان أمامنا فعلا تحد أن نقدم ما يليق بمادبا، وما يقارب اكثر من 5 آلاف عام من الحضارة وخطى القديسين والصحابة والأنبياء فكانت مادبا حاضنة حضارات متعددة مثل الحضارة المؤابية والنبطية وما بعدها، من حضارات تركت كل منها بصمتها حتى استقرت على هويتها العربية الأردنية، وبقيت كما هي دوما غالية عزيزة، لها في قلب كل أردني حبا خاصا، وفخرا بها وبأهلها وتاريخها وكل ركن من أركانها".

وأضاف: "أن مادبا اليوم، والتي تحتضن العديد من المواقع الأثرية، هي بحق من أهم المحافظات على الخارطة السياحية الأردنية والعربية والعالمية، بما حباها الله من موقع متميز وتنوع في المناخ والتضاريس جعل من هذه البقعة الطيبة مركزا لاستقرار العديد من الحضارات، والتي تركت لنا تاريخا نذكره ونشاهده في كل أرجاء المدينة وأطرافها".

وقال الفايز: "عندما نتحدث عن مأدبا، فإننا نتحدث عن تاريخ وحضارة مدينة الفسيفساء والحج المسيحي، وعن مدينة الصناعات والحرف اليدوية، وعن أصالة أهلها وحسن ضيافتهم ومعشرهم".

وتابع: "أن احتفالنا اليوم بفوز مأدبا بلقب عاصمة السياحة العربية لعام 2022، والذي سيكون له الأثر الواضح في تطوير القطاع السياحي في الوطن ككل، حيث سيسهم في تعزيز جذب المشاريع في مختلف المجالات لاستثمار الموارد الطبيعية والثقافية والتراثية الفريدة في مأدبا وجوارها".

وأشار إلى السعي لتكون مأدبا مركزا للتراث الحضاري والديني، مع إبراز الخصوصية والتقاليد المميزة للمدينة والترويج للأماكن والمواقع السياحية والأثرية الفريدة التي تحتضنها.

وقال إن الفعاليات والأنشطة في محافظة مأدبا بدأت منذ بداية العام وستتواصل حتى نهاية العام العديد من المهرجانات والمعارض الفنية والملتقيات والمسابقات، ومعارض الحرف اليدوية، إلى جانب عروض موسيقية ومسرحية وفلكلورية، والمسابقات والمؤتمرات الدولية وورشات عمل تدريبية، وفعاليات عديدة لإبراز مواهب الأردنيين والأردنيات من كتاب وشعراء ومبدعين في كل مجال.

وتابع: "عملت وزارة السياحة والآثار جاهدة لتنمية وتطوير السياحة في الأردن وجعلها وجهة سياحية عربية وعالمية لما تتمتع به المملكة من مقومات سياحية فريدة، وقد جاء اختيار مأدبا عاصمة للسياحة العربية لعام 2022 لتسهم في تشجيع حركة السياحة العربية البينية، وفي التواصل مع الثقافات والحضارات في كل أرجاء المعمورة".

وأكد الفايز أهمية تضافر الجهود والمسؤولية المشتركة بين الجميع اليوم لتحقيق إنجاز تاريخي يتلوه إنجاز أفضل، لافتا إلى ضرورة التركيز والسعي لتوفير الخدمات الضرورية والبنية التحتية اللازمة وتوعية المواطن والسائح، بما يخدم المملكة كوجهة سياحية عربية وعالمية، وبما يليق بالأردن وسمعته الرائدة.

من جهته، قال رئيس المنظمة العربية للسياحة الدكتور بندر بن فهد آل فهيد إن مدينة مادبا حققت هذا الإنجاز بفوزها بلقب عاصمة السياحة العربية لعام 2022 بعد أن حققت كل المعايير المطلوبة لذلك.

وأضاف آل فهيد أن جائحة كورونا الحقت خسائر كبيرة في قطاع السياحة؛ لهذا عملت الدول على وضع خطط استراتيجية لدعم قطاع السياحة ومنها الأردن، ما يدل على أن قطاع السياحة يعد صناعة كبرى تستحق التعاون والتكاتف للنهوض بها.

وتابع: يجب أن يحدونا التفاؤل بالمستقبل ليعود قطاع السياحة إلى سابق عهده.

وتخلل الحفل عزف مقطوعات موسيقية من قبل أوركسترا المعهد الوطني للموسيقى وباقة من المؤلفات السيمفونية من تأليف وقيادة المايسترو الدكتور هيثم سكرية.

وعلى هامش حفل إطلاق فعاليات مادبا عاصمة السياحة العربية لعام 2022، أقيم في مركز زوار مادبا، فعاليات اشتملت على عزف موسيقي للقوات المسلحة، ومعرض للكتاب، وإطلاق مبادرة "الفن في خدمة السياحة"، وبازار للصناعات والحرف اليدوية، وفقرات لشعراء أردنيين وفقرة غنائية لفرقة فرسان البادية، إلى جانب إشهار كتب لعدد من الكتاب الأردنيين.

كما أقيم في معهد مادبا لفن وترميم الفسيفساء، معرضاً لإنتاج اللوحات الفسيفسائية للمعالم الأثرية، وإشهار كتاب توثيق المواقع الفسيفسائية في مادبا، فيما رعى وزير السياحة تخريج فوج عاصمة السياحة العربية، ومعرض صور لمسيرة الهاشميين، إلى جانب فقرة فلكلورية من ذيبان.

وأُقيم على هامش الفعاليات في المتنزه الأثري، معرض الأدوات الشعبية والتراثية، وفقرة غنائية لإحدى الفرق الفلكلورية والتراثية، إضافة إلى عرض موسيقي لكشافة دير اللاتين من المتنزه وحتى ساحة كنيسة الخارطة.

وسلم رئيس المنظمة العربية للسياحة آل فهيد، وسام السياحة العربية لوزير السياحة والآثار الفايز، وذلك تقديراً وعرفاناً بجهوده ومساهمته بدعم وتنمية وتطوير صناعة السياحة، كما سلم الوزير الفايز شعار مادبا عاصمة السياحة العربية للدكتور آل فهيد.

وقدمت المنظمة العربية للسياحة 100 منحة تدريبية لأبناء مدينة مادبا. (بترا)