الأمن: 7 وفيات في الزرقاء والكشف عن مصدر المادة السامة
.
أكّد الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام إنّ فريق التحقيق المكلّف بمتابعة التحقيق بقضية وفيات الزرقاء نتيجة تناول مادة الكحول الميثيلي ( الميثانول) تمكّن من تحديد مصدر تلك المادّة من أحد مصانع المشروبات الكحولية المرخّصة.
وبيّن الناطق الإعلامي أنّ فريق التحقيق عمل منذ لحظة تلقي البلاغات والتقاط العيّنات من مسرح الحادث وظهور نتائج الفحوصات المخبرية على جمع عدد كبير من العيّنات من محال بيع المشروبات الكحولية في مدينة الزرقاء، حيث عثر على مادة الكحول الميثيلي (الميثانول) في عدد من المنتجات الكحولية التي تم الاستدلال على أنها تنتج في ذلك المصنع وبأسماء تجارية مختلفة، وجرى على الفور التوجّه إلى المصنع المنتج لتلك المشروبات وأخذ عيّنات متنوعة من داخله لتظهر آثار لتلك المادّة داخل إحدى خزانات خطوط الإنتاج والتعبئة بعد إجراء الفحوصات المخبرية.
وأضاف الناطق الإعلامي أنّه جرى وبالتنسيق مع مؤسسة الغذاء والدواء إغلاق المصنع والتحفظ على محتوياته وإلقاء القبض على المسؤولين عن تشغيله وبوشرت التحقيقات معهم تمهيداً لإحالتهم للقضاء.
وأكّد الناطق الإعلامي أنّه يجري وبالتنسيق مع مؤسسة الغذاء والدواء جمع الكمّيات المنتجة والمباعة من المصنع لمحال بيع المشروبات الكحولية سواء بشكل مباشر أو عن طريق الموزعين.
وبيّن الناطق الإعلامي ارتفاع عدد الوفيات الناتجة عن تناول تلك المادة إلى 7 وفيات وحالة واحدة سيئة بعد أن أجريت الفحوصات المخبرية وتشريح الجثث وما زال التحقيق جارياً.
ما هو الميثانول؟
الميثانول أو ما يُعرف خطأً بـ"الخمر المغشوش"، هو وصف شائع يطلق على ما يُصنع محليا من مشروبات كحولية، بينما في الحقيقة، هذه مادة الميثانول التي تُعد واحدة من أخطر أنواع الكحول السامة.
ويؤكد مختصون أن إطلاق مصطلح "الخمر المغشوش" على الميثانول فيه مغالطة شائعة، توحي بوجود "خمر أصلي"، في حين أن الميثانول هو نوع آخر من الكحول، أسرع تأثيرًا وأشد فتكًا، إذ يسبب العمى والموت في كثير من الحالات.
وتتكرر في وسائل الإعلام حوادث التسمم الجماعي أو الوفاة بسبب استهلاك هذه المواد، التي تُصنع غالبًا في المنازل أو الورش غير القانونية بسبب رخص ثمنها مقارنة مع المشروبات الكحولية.
وتكمن الخطورة في أن الميثانول يدخل في تركيب منتجات صناعية مثل مزيل الطلاء ومضاد التجمد والورنيش، وبالتالي فإن استهلاكه البشري –سواء عن قصد أو جهل– يؤدي إلى نتائج كارثية، خاصة أن الجسم يحوله إلى حمض الفورميك، وهو المادة نفسها الموجودة في سمّ النمل.
ويكفي تناول ملعقتي طعام فقط من الميثانول لقتل طفل، أما البالغون فتعادل الجرعة القاتلة ما بين 2 إلى 8 أونصات (ما يعادل 56 إلى 225 ملل)، فيما يُعد العمى أحد أبرز النتائج الشائعة حتى مع تلقي العلاج الطبي.
وتؤثر سمية الميثانول على وظائف الكلى والكبد، وتؤدي إلى فشل في القلب واضطرابات في الجهاز العصبي والبصري، وقد تسبب تلفًا دائمًا في الدماغ.