"القبة الحديدية الأمريكية" تعود إلى الواجهة مع اقتراب عودة ترامب إلى البيت الأبيض

 

مع اقتراب عودة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في 20 يناير الجاري، عادت فكرة إنشاء النسخة الأمريكية من "القبة الحديدية" الإسرائيلية لتتصدر النقاشات السياسية والعسكرية. هذا المشروع، الذي يتبناه الحزب الجمهوري، يهدف إلى حماية الأراضي الأمريكية من تهديدات الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، إلا أن العديد من الخبراء يعتبرونه ذا فائدة محدودة بالنظر إلى الطبيعة المختلفة للتهديدات التي تواجه الولايات المتحدة مقارنة بإسرائيل.

عودة فكرة "القبة الحديدية الأمريكية"

القبة الحديدية الإسرائيلية أثبتت كفاءتها في صد الهجمات الصاروخية قصيرة المدى، حيث تمكنت من اعتراض مئات الصواريخ خلال الصراعات الأخيرة. الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان كان قد طرح فكرة مشابهة منذ عقود، عُرفت بمشروع "حرب النجوم"، لكنها قوبلت بالاستهزاء وقتها بسبب القيود التقنية. ومع تقدم التكنولوجيا، أصبحت هذه الفكرة أكثر واقعية، وهو ما يبرر إعادتها إلى الواجهة في عهد ترامب.

تقرير "روبرت سوفر" والتحذير من التهديدات النووية

تقرير أعده روبرت سوفر، نائب مساعد وزير الدفاع السابق في إدارة ترامب، أشار إلى تصاعد المخاطر التي تهدد الولايات المتحدة من قبل روسيا، الصين، وكوريا الشمالية. التقرير حذر من أن الضربات الباليستية العابرة للقارات المزودة برؤوس نووية أصبحت تهديداً "حقيقياً ومتزايداً"، وأن واشنطن قد تجد نفسها أمام أكثر من 1000 رأس حربي في حال اندلاع مواجهة شاملة مع روسيا والصين.

ضعف النظام الدفاعي الحالي

وفق التقرير، تمتلك الولايات المتحدة حالياً 44 صاروخاً اعتراضياً فقط، منتشرة بين ألاسكا وكاليفورنيا، وهي مصممة للتعامل مع عدد محدود من الصواريخ، مثل تلك التي قد تطلقها كوريا الشمالية. إلا أن هذا النظام غير كافٍ لمواجهة هجمات واسعة النطاق من روسيا أو الصين، مما يجعل الدفاعات الأمريكية الحالية "ارتجالية" وغير كافية للتصدي لتهديد شامل.

الجدوى من النسخة الأمريكية للقبة الحديدية

رغم الحماس الجمهوري، يرى خبراء أن "القبة الحديدية الأمريكية" غير عملية بسبب طبيعة التهديدات التي تواجهها واشنطن. الدفاعات الإسرائيلية مخصصة للتعامل مع الهجمات قصيرة المدى، بينما تعتمد التهديدات الموجهة ضد الولايات المتحدة على صواريخ بعيدة المدى ومعقدة تقنياً، ما يجعل تطبيق نموذج القبة الحديدية الإسرائيلية في الولايات المتحدة أمراً غير ذي جدوى.

ترامب يعود إلى البيت الأبيض في سياق عالمي مختلف

عودة ترامب إلى السلطة تأتي في ظل عالم يشهد تصاعداً للتوترات الجيوسياسية. كوريا الشمالية واصلت تطوير برامجها النووية والصاروخية، فيما أدت الحرب الروسية الأوكرانية إلى تدهور العلاقات بين موسكو وواشنطن لأدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة. هذه المتغيرات تضع تحديات إضافية أمام الإدارة الأمريكية القادمة، وتجعل من بناء "