طبيب فلسطيني في غزة يتحول إلى رمز للصمود الإنساني في وجه حرب الإبادة

 

في خضم العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، برز الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان في شمال القطاع المحاصر، كأيقونة صمود إنساني. هذا الطبيب الفلسطيني حمل على عاتقه مسؤولية تقديم العلاج للجرحى وسط القصف المتواصل، مجسداً معاني الإيثار والشجاعة رغم الحزن الذي أثقل قلبه بفقدان نجله الشهيد، حيث صلى عليه وودعه قبل أن يعود لمواصلة رسالته الطبية والإنسانية.

قاد الدكتور أبو صفية المستشفى الوحيد في شمال القطاع ليصبح رمزاً للصمود، قبل أن تقوم القوات الإسرائيلية بحرقه واعتقاله من أمامه في مشهد أثار استياء العالم. وعلى الرغم من إنكار إسرائيل في البداية علمها بمكان وجوده، فقد أظهرت مقاطع فيديو مصورة بطائرات درون لحظة اعتقاله، حيث أُحيطت المستشفى بالدبابات في انتهاك صارخ للقوانين الدولية.

الحادثة لم تكن الأولى من نوعها، ومن المرجح أن لا تكون الأخيرة، في ظل استهداف الاحتلال المنهجي للمستشفيات والبنية الصحية في غزة. ومع تدمير أغلب المستشفيات في القطاع، تحولت قصة أبو صفية إلى رمز استقطب تعاطف الأطباء والعاملين في المجال الإنساني حول العالم.

الدكتور حسام أبو صفية لم يعد مجرد طبيب يرتدي معطفه الأبيض داخل غرفة العمليات، بل أصبح نموذجاً للصمود والمقاومة الإنسانية، متحدياً آلة الحرب ومجسداً إرادة البقاء أمام الإبادة. قصته تعكس معاناة القطاع المحاصر وتدعو العالم للوقوف مع الحق الإنساني أمام الجرائم المستمرة.