أبوزيد: الهدنة باتت قاب قوسين أو أدنى

 

وأضاف أبو زيد أن الاحتلال لم يعد قادرًا على الاستمرار في العملية العسكرية في غزة، والمُؤشر على ذلك أن قواته المتبقية في غزة، خاصة لواء جفعاتي ولواء كفير، تتعرض لاستنزاف كبير في شمال غزة، واللواء المدرع من الفرقة 162 في جنوب غزة يتعرض لكمائن في رفح. ومع ذلك، لم يقم الاحتلال، على غير العادة، باستبدال هذه القوات منذ أكثر من 6 أشهر. ويعود السبب

في ذلك إلى أن 5 فرق قاتلت في جنوب لبنان واستنزفت، وتحتاج إلى 3-4 أشهر لإعادة ترميمها وسد النقص الموجود فيها. يضاف إلى ذلك أن أبرز مؤشرات حاجة الاحتلال لهدنة الآن هي ما كنا نتحدث عنه منذ أكثر من شهر، وهي مشكلة القوى البشرية، وعلى رأسها مشكلة الاحتياط، التي قلنا إنها، مع منتصف الشهر الجاري، قد تتحول إلى أزمة؛ لأن 54% من الاحتياط أنهوا مدة

الخدمة العسكرية المقررة حسب قانون خدمة الاحتياط في جيش الاحتلال. ضمن كل هذه المؤشرات، يمكن القول إن الهدنة باتت قاب قوسين أو أدنى.

وأشار أبو زيد إلى أن معايير النجاح والفشل في حرب غزة تبنى على تحقيق الأهداف، ليكون السؤال الأعمق: هل نجح الاحتلال في تحقيق الأهداف التي وضعت من المستوى السياسي إلى المستوى العسكري في حرب غزة؟ يمكن الإجابة على هذا السؤال بأن الاحتلال، بعد 344 يومًا من القتال، لم ينجح في ملامسة أي من الأهداف، وهي القضاء على المقاومة، وتجريدها من

أسلحتها، وتحرير الأسرى. ليكون بذلك معيار الأهداف لصالح المقاومة. ويمكن أيضًا تقييم معايير النجاح والفشل من وجهة نظر الاحتلال بالتدمير والقتل الذي حصل في غزة. يمكن القول إن الاحتلال نجح في تدمير غزة وتحويلها إلى بؤرة غير قابلة للعيش، ولكن هذا المعيار لا يمكن البناء عليه. والشواهد من التاريخ كثيرة، على رأسها تدمير ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية،

ولكن تم إعادة بناءها. وكذلك حرق فيتنام بالنابالم أثناء حرب فيتنام، ولكن في النهاية ربح الجانب الأمريكي المعارك كلها، لكنه خسر الحرب مع حركة التحرر الوطني في فيتنام. ما يجري الآن هو أن مسارًا إعلاميًا تم صياغته بدقة يرافق المسار التفاوضي، يحاول الاحتلال من خلاله التعامل إعلاميًا من الجبهات التي قاتل عليها كلها وحدة واحدة، ليعطي انطباعًا عالميًا بتحقيق إنجاز استراتيجي، في حين أن الفصل في معايير التقييم للجبهات يؤكد فشل الاحتلال عملياتيًا واستراتيجيًا.