لحظة تاريخية مفاجئة ومستقبل جديد لسوريا والمنطقة

 

قال الكاتب والمحلل السياسيّ الدكتور منذر الحوارات إن سوريا تشهد تطورات ميدانية متسارعة تكاد تفوق قدرة التحليلات السياسية على مواكبتها، لتفرض واقعًا جديدًا غير متوقع حتى للمراقبين الأكثر خبرة.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، أن الأنظار تتحول نحو مستقبل سوريا في مرحلة ما بعد الأسد، متسائلًا ما إذا كانت البلاد ستدخل في حقبة استقرار نسبي أم أنها مقبلة على اضطرابات أهلية تعمق الأزمة، وأن ما يبدو واضحًا هو أن هناك تحولًا استراتيجيًا يستهدف تقليص النفوذ الإيراني في سوريا، مع تراجع الدور الروسي جزئيًا.

ونوّه الحوارات إلى أن تركيا، التي تعد لاعبًا رئيسيًا في الملف السوري، تسعى إلى إيجاد صيغة للتواصل مع ما يُسمى بـ"المعارضة الشرعية"، لكن هذه المعارضة تفتقر إلى سيطرة فعلية على الأرض، بينما تصنف بعض الفصائل الأخرى، التي تتحكم في الميدان، ضمن قوائم الإرهاب، مضيفًا أن معايير التعامل مع هذه الفصائل قد تتغير، خصوصًا من الجانب الأمريكي.

وذكر أن تصريح الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب بأن "الوضع في سوريا لا يستدعي تدخل الولايات المتحدة" يحمل دلالات عميقة، فهو أكثر من مجرد إعلان موقف، فهو يعكس تحولًا استراتيجيًا يتمثل في رفع يد الولايات المتحدة عن الملف السوري.

الأرض تفرض كلمتها

وأكد الحوارات أن الأرض فرضت شروطها بوضوح، متجاوزة كل المساعي الدبلوماسية، بما في ذلك الدعوات لتطبيق قرار مجلس الأمن 2254، الذي يدعو إلى حوار سياسي شامل.

وتركيا، التي لطالما لعبت دورًا محوريًا في دعم المعارضة، تجد نفسها اليوم أمام تحديات جديدة، حيث تضعف قدرتها على التأثير المطلق في المشهد الميداني، مشيرًا إلى أن الوضع الحالي يبدو أشبه بطوفان بشري وعسكري انطلق ليعيد تشكيل موازين القوى، ليس فقط في سوريا، بل في المنطقة بأسرها.

مستقبل جديد لسوريا والمنطقة

وصرّح الحوارات قائلًا إن المشهد الراهن يضع سوريا أمام منعطف تاريخي قد يكون نقطة البداية لتحول جذري يمتد تأثيره إلى الإقليم برمته، فالأحداث المتسارعة ليست مجرد تغيير في موازين القوى، بل هي إيذان بلحظة تاريخية تعيد رسم الخرائط السياسية والاستراتيجية في الشرق الأوسط.