منتدى الرواد الكبار يقم لقاءً مع العين هيفاء النجار

 

ضمن برنامج "ذاكرة إنسان"، أقام منتدى الرواد الكبار يوم السبت لقاءً مع معالي العين هيفاء النجار، وأدارت اللقاء المستشارة الثقافية للمنتدى القاصة سحر ملص.

حضر اللقاء مجموعة من رواد المنتدى إلى جانب مديرته هيفاء البشير، التي رحبت بمعالي العين هيفاء النجار، قائلة: "نرحب بسيدة العطاء والإنجاز ضمن برنامج ذاكرة إنسان لنتعرف على مسيرة سيدة أردنية مميزة. رسمت في حياتها دربًا مضيئًا لمسيرة المرأة المعطاءة، المؤمنة برسالتها وأمتها ووطنها".

وأضافت البشير: "إنه لمن دواعي سرورنا في منتدى الرواد الكبار أن نستضيف قامة مثل السيدة هيفاء النجار، لنبحر معها عبر محطات في حياتها تجذرت فيها مبادؤها منذ الطفولة. نشأت في بيت حكيم، وكان والدها ضابطًا في القوات المسلحة الأردنية، ووالدتها سيدة حكيمة تربوية. لهذا المنبت الطيب كان أن يحتضن حياة امرأة هي قدوة للنساء في بلدنا. ويسعدنا أن تكون معنا معالي هيفاء للحديث عن نشأتها ومسيرتها وبعض محطات حياتها التي تميزت بالعطاء".

من جانبها، قالت هيفاء النجار إنها وُلدت في معسكر الزرقاء، وكان والدها ضابطًا في الجيش العربي، وكان يسكن في جوارنا شركس وأرمن، وكانوا يتبادلون العلاقات والمناسبات الاجتماعية والدينية معًا. وأوضحت قائلة: "لم يكن هناك فرق في المذاهب الدينية؛ فكنا نفطر في رمضان مع جيراننا، وهم كانوا يحتفلون معنا في أعياد الميلاد، وهكذا كانت الحياة في ذلك المعسكر الذي يقع في الزرقاء".

وأشارت النجار إلى أن والدتها كانت تقول لها ولإخوانها عندما كانوا يلتفون حول طاولة الطعام التي كانت تتكون من زيت الزيتون والزعتر: "لا تنسوا الأرض التي تخرج لكم هذا الطعام مهما وصلتم في المراتب الاجتماعية والعلمية، ويجب أن تكون جذوركم ثابتة في الأرض".

ثم تحدثت النجار عن مرحلة الدراسة وكيف كانت علاقاتها مع المعلمات والطالبات، ودور أمها في هذه المرحلة، قائلة: "عندما كان لدي أي مشكلة، كنت أذهب إلى أمي وأخبرها بما حصل. كانت تقول لي: 'اذهبي إلى المرآة وحاسبي نفسك على ما حدث.ثم تقول لي "اذهبي واعتذري مما أخطأت فيه"، هكذا علمتني أن أعتذر عندما أخطئ"، مبينة أنها تعلمت الكثير من والدتها التي كانت تقول لنا دائما "ما ينفعك هي علاقات الحب مع الناس الطيبين".

كما تحدثت النجار عن علاقتها مع أم زوجها، التي كانت فنانة تعزف على العود وترسم، وكانت متمسكة بالحضارة العربية. وأشارت إلى أنه عندما أنجبت بناتها، قامت هي بتسميتهن، حيث كان لكل اسم معنى عربي أصيل.

ثم تحدثت النجار عن المدرسة الأهلية، قائلة: "اليوم أرى أن المدرسة الأهلية هي مدرسة مهنية ونماذج تربوية استثنائية في المنطقة، وللإنسانية جمعاء. فعندما كان العالم يسعى نحو الحداثة والشكل الغربي من المدارس، جاءت هذه المدارس ضمن السياق الأردني والعربي. وعملنا على تقديم البكالوريا باللغة العربية".

أوضحت النجار، قائلة: "تعرفون أن والدتي كانت أول امرأة في مدينة الزرقاء تؤسس جمعية نسائية ومركز تدريب نسوي، وتؤسس حضانة للأطفال. كان ذلك بدون دعم من مؤسسات المجتمع المدني في الخمسينيات والستينيات. وقد عملت بالتعاون مع بلدية الزرقاء آنذاك، واليوم يمكننا أن نقول إنها كانت من المؤسسين الأوائل للمراكز التي نراها اليوم".

وأضافت النجار: "بغض النظر عما يجري حولنا، ما زلنا نعيش حالة من السلم والأمن الاجتماعي، مبينة أنها عندما دخلت وزارة الثقافة، كانت لديها رؤية بأن تكون الثقافة الأردنية بكل عناصر التراث الأردني محمية. كما كان من المهم أن نركز على قصة الأردن الجميل بتنوعه، والجيش العربي، والأجهزة والمؤسسات الوطنية الأردنية. حياتنا مرتبطة بالزيتون، وكيفية زراعته وحصاده. والمرأة المزارعة في الأردن التي تعمل بجد في الأرض".