"أخبار الأردن" تتبع مسار محاولات تهريب الأسلحة للأردن ومحاولات النيل من استقراره

 

قال العميد المتقاعد ضيف الله الدبوبي إن الاستقرار الذي ينعم به الأردن لا يروق للكثير من المحيطين بنا، ولا يروق لعدد من الأعداء المتربصين، الذين يظهرون لنا وجهًا مبتسمًا وباطنهم مليء بالكراهية والحسد.

دور الأردن الريادي في دعم القضايا العربية وتحدياته الأمنية

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن هذا الوطن يقاتل على أكثر من جبهة، فهو يفعل المستحيل من أجل غزة العزيزة، نمدها بالدعم والمؤن، ويرسل المساعدات للأشقاء في لبنان، والسودان، وأقطار شقيقة أخرى، ومع ذلك، فإن هدوء الأردن واستقراره يثير الاستياء في نفوس البعض، لا سيما بسبب موقفنا الحازم من الحركات الشيعية، التي دأبت على محاولة اختراق الأردن كما فعلت في دول أخرى، إلا أن الأردن ظل صامدًا في هذه المحاولات.

محاولات النفوذ الإيراني وأدواته الخفية في العمق الأردني

وأكد الدبوبي أن دوائر القرار في الأردن يقظة ومدركة لمحاولات الإيرانيين زرع نفوذهم في بلادنا، سواء من خلال السعي لإنشاء حسينيات في الكرك أو في غيرها من المناطق، ولكن هذا المسعى بعيد عنهم كل البعد.

وبيّن أن المخدرات ليست غاية بحد ذاتها، بل وسيلة تسخرها الميليشيات الشيعية المتمركزة على حدود الأردن الشمالية والشرقية، محاولةً ذبلك بسط سيطرتها على الرقة ودير الزور ودرعا حتى الحدود العراقية، وصولَا إلى محاولاتها للنيل من استقرار المملكة الأردنية الهاشمية.

تحالفات التهريب: الميليشيات والجيش السوري في تهديد مشترك

ونوّه الدبوبي إلى أن الطائرات المسيرة، أداة يستخدمها جيش محترف ومنظم، وفي عمليات سابقة، تم رصد محاولات تهريب منظمة تضم ما لا يقل عن 450 شخصًا، ما يؤكد أنها عمليات منهجية تبدأ من البقاع اللبناني، حيث تتركز المجموعات الشيعية، وتمر عبر شمال سوريا، وصولًا إلى اللاذقية وإدلب التي تسيطر عليها قوات حزب الله.

وأشار إلى أن السلاح في تلك المناطق زهيد الثمن، فالكلاشينكوف لا يتجاوز سعره 30 دينارًا أردنيًا، بينما إذا هُرّب إلى الأردن يتضاعف سعره ليصل إلى 1000 دينار، وهؤلاء التجار والمجرمون يسعون لهدف واحد، هو زعزعة استقرار الأردن، عبر تدفق المخدرات والأسلحة من لبنان باتجاه سوريا، بالتنسيق مع الميليشيات الإيرانية في سوريا والفرقة الرابعة المدرعة في الجيش السوري بقيادة ماهر الأسد، الذي يتعاون بشكل كامل مع تجار المخدرات والأسلحة، ويحصل هؤلاء على معظم دخلهم من تهريب وبيع المخدرات، سواء كانت موجهة إلى الأردن أو دول أخرى عبر طائرات خاصة إلى دول ذات رقابة محدودة على حدودها.

الجبهات الحدودية الساخنة: شمال وشرق وجنوب الأردن

وأكد ضرورة أن نكون مدركين للخطر القادم من الشرق، بدءًا من منطقة الجفور إلى الرمثا، إذ تعتبر المناطق المقابلة لنا مليئة بالميليشيات الشيعية، التي تمول أنشطتها بتهريب المخدرات والأسلحة، وقد فتحت علينا جبهة جديدة من الجنوب أيضًا، حيث بدأنا نرصد وصول طائرات مسيرة محملة بالمتفجرات والمخدرات، وفي الماضي، كانت المخدرات تُهرب من الأردن إلى إسرائيل، لكن العكس بدأ يحدث الآن؛ إذ أضحت إسرائيل تصدر المخدرات والطائرات المسيرة إلينا عبر بعض المهربين، وربما عبر سيناء حيث يتمركز شخص يدعى إبراهيم العرقان، والذي يشرف على تهريب المخدرات والأسلحة من تونس وليبيا باتجاه سيناء، ثم إلى النقب، ومنه إلى الأردن.

واختتم حديثه بالقول إن الطمع الحقيقي لهؤلاء ليس في السوق الأردني بحد ذاته، بل في أسواق الخليج العربي، وخصوصًا السعودية، إلا أن قواتنا المسلحة، بحمد الله، يقظة ومتنبهة في كافة الاتجاهات؛ في الشمال، الشرق، والجنوب.