أبو طير: القادم أصعب وهذا ما سيحدث

 

قال مستشار شؤون الأزمات والتحليل السياسي، ماهر أبو طير، إن فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية يفتح بابًا جديدًا للمرحلة القادمة، مشيرًا إلى أن "صفقة القرن" التي تم تنفيذها عسكريًا في غزة على يد الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن ستتحول إلى صفقة سياسية تحت إدارة الرئيس الجديد.

وأضاف أبو طير أن "القادم أصعب"، في إشارة إلى التحديات السياسية والاقتصادية التي قد تواجه المنطقة بعد تولي ترامب منصبه مجددًا، والتي قد تؤثر بشكل مباشر على ملفات إقليمية حساسة مثل القضية الفلسطينية والوضع في غزة.

"زلزال سياسي"

وصف وضاح خنفر، رئيس منتدى الشرق ومدير شبكة الجزيرة سابقًا، فوز دونالد ترامب بالـ"زلزال السياسي"، مشيرًا إلى أن العالم على موعد مع اكتساح الجمهوريين لأركان السلطة الثلاثة: الرئاسة، ومجلس الشيوخ، ومجلس النواب.

في تغريدة على منصة "إكس"، قال خنفر إن فوز ترامب وحزبه بمجلس الشيوخ يمنحه فرصة مريحة لتشكيل إدارته بالطريقة التي يراها، مما يعني أنه لن يعاني مثل سلفه الرئيس بايدن.

وأضاف أن ترامب سيعمل على تحقيق برنامجه السياسي بكل قوة وثقة، معتبرًا أن فوزه هو "تصحيح" لما اعتبره "تزويرًا واستهدافًا شخصيًا" في الانتخابات السابقة.

فوز اليمين العالمي

خنفر اعتبر أن فوز ترامب هو "فوز لليمين العالمي" وضربة قوية لليبراليين، مما يفتح الباب أمام تصاعد حظوظ اليمين في الانتخابات القادمة في أوروبا، حيث تعيش القارة حالة من الصدمة والقلق بعد هذا الانتصار.

وأشار إلى أن ترامب سيعيد ترمومتر العلاقة مع الناتو إلى دائرة التردد التي فرضها في ولايته الأولى، مما سيجبر الأوروبيين على تحمل مسؤولية الدفاع عن أنفسهم بشكل أكبر في ظل اقتصاد ضعيف وانقسام سياسي داخلي.

احتفالات في روسيا وقلق في الصين

وفيما يتعلق بروسيا، أشار خنفر إلى أن موسكو تحتفل بفوز ترامب، الذي يعتبره الحليف المنتظر. هذا الانتصار قد يسهل على روسيا إضعاف الناتو وإغلاق ملف أوكرانيا.

وفي المقابل، يرى خنفر أن الصين لا تشارك روسيا في الاحتفال، حيث أن سياسات ترامب العدوانية ضد الصين قد تؤدي إلى تصاعد الحرب الاقتصادية والتقنية بين البلدين.

التوقعات لسياسات ترامب تجاه المنطقة

وبالحديث عن الشرق الأوسط، ذكر خنفر أنه من المبكر الحكم على سياسات ترامب الجديدة تجاه المنطقة، ولكن بما أن ترامب رجل صفقات، فقد يتخذ خطوات غير متوقعة.

وأوضح أن هزيمة كامالا هاريس هي نقطة إيجابية، حيث إن إدارة بايدن الديمقراطية كانت متورطة في أحداث غزة.

وذكر أن ترامب قد يسعى لوقف الحرب والتوصل إلى صفقة، لكن قد تكون هذه الصفقة غير جيدة بالنسبة للمنطقة.

قلق إيران وتركيا

وفيما يتعلق بإيران، قال خنفر إن طهران قلقة من تصريحات ترامب العنيفة ضدها، بينما أنقرة قد تكون أكثر تفاؤلاً بسبب علاقات أردوغان القوية مع ترامب مقارنة بإدارته السابقة.

وأضاف أن ترامب قد يضغط على إيران بشكل أكبر بينما ستحاول طهران الاستفادة من الوقت لكسب الدعم الدولي عبر "القيادات المعتدلة".

وختم خنفر بأن فوز ترامب يشكل نقطة تحول كبيرة في الداخل الأمريكي وفي النظام الدولي، الذي أصبح أكثر ضعفًا وتشرذمًا.

وأشار إلى أن هذا سيسرع من حالة الاستقطاب على الساحة الدولية، مما سيدفع إلى تشكيل تحالفات إقليمية جديدة. ولكن الدول في المنطقة ما تزال بعيدة عن أن تصبح مركزًا جيوسياسيًا متكاملاً، مما يفقدها عمقًا استراتيجيًا ويزيد من ضعفها في الساحة الدولية.