خبير عسكري يكشف الهدف من "فرقة الحدود" مع الأردن
قال الخبير العسكري والاستراتيجي الدكتور نضال أبو زيد إن قرار الاحتلال الإسرائيلي بتشكيل فرقة عسكرية على الحدود مع الأردن يجب عدم قراءته بصفته تحركًا عسكريًا محضًا، بل هو تشكيل صغير أقرب ما يكون إلى فرقة رد سريع، مشيرًا إلى أن الحديث عن إنشاء هذه الفرقة يعود إلى أربع سنوات ماضية، حيث كان القرار يواجه عوائق تتعلق بموازنة الاحتلال، إلا أن دفعًا من وزير المالية الحالي بتسلئيل سموتريش أعطى الضوء الأخضر للتنفيذ.
وأوضح أبو زيد، في تصريح إذاعي، أن وجود هذه الفرقة على الحدود يمثل انتهاكًا لاتفاقية أوسلو، حيث يُفترض أن تكون مناطق الانتشار خاضعة لسلطة الحكومة الفلسطينية.
وأضاف أن هذا الانتشار يعد تجاوزًا للأردن، مؤكدًا أن هذا التحرك ينبع من ضغوط يمينية إسرائيلية في ظل مواقف الأردن الثابتة في المحافل الدولية.
وأشار أبو زيد إلى أن الاحتلال يستهدف من هذه الخطوة ليس فقط الأردن، بل أيضًا باقي دول الطوق، حيث يسعى لتبرير خسائره أمام الرأي العام بتوجيه الاتهام لدول الجوار بتهريب السلاح إلى غزة.
وفي هذا السياق، أفاد المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي أن إنشاء هذه الفرقة يأتي لتعزيز جهود الدفاع على الحدود الشرقية وتأمين طريق 90 والمستوطنات المجاورة، فضلًا عن توفير استجابة لأي أحداث تتعلق بتهريب الأسلحة، مع تأكيد الحفاظ على علاقات السلام مع الجيش الأردني.
الحكومة الأردنية تؤكد رفضها لإنشاء الفرق العسكرية
نقلت شبكة CNN عن مصادر حكومية أردنية أن أي تحرك عسكري على الأراضي الفلسطينية المحتلة مرفوض بشكل قاطع، مشددة على أن الاحتلال يجب أن ينتهي وفقًا للقوانين الدولية. وأوضحت أن الأمن والاستقرار لن يتحققا إلا من خلال حل الدولتين وليس بزيادة العسكرة.
رجا طلب: إسرائيل تحاصر نفسها
أكد الكاتب السياسي رجا طلب أن ضعف الاحتلال في السيطرة على الحدود مع دول الطوق، في ظل الضغط المتزايد من قطاع غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان، جعله أكثر انكفاءً. وأضاف، خلال مشاركته في برنامج "استديو التحليل"، أن إسرائيل تتبع استراتيجية "بناء الأسوار" التي تعزلها عن محيطها، وهي علامة على شعور الكيان بالعزلة.
وأوضح طلب أن السياسة لا تلعب دورًا طالما أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في السلطة، مشيرًا إلى أنه يسعى لحماية نفسه من القضايا القضائية التي تلاحقه. وأضاف: "انتهت الديمقراطية في إسرائيل واستبدلت بدولة الرجل الواحد."
في جانب آخر، شدد طلب على أن استهداف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" هو جزء من محاولات الاحتلال القضاء على رموز تعزيز صمود الفلسطينيين وحق العودة. وأكد أن الأردن، الذي يستضيف أكبر عدد من اللاجئين الفلسطينيين، معني بشكل خاص بوقف أنشطة "أونروا".