مؤتمر الأسرة يناقش تبعات تأثير التكنولوجيا على رفاه وتماسك الأسرة

 

كيف أثرت التكنولوجيا على رفاه وتماسك الأسرة؟

تواصل لليوم الثاني على التوالي عقد ندوات حوارية ضمن مؤتمر الأسرة والاتجاهات الكبرى المعاصرة، بتنظيم معهد الدوحة الدولي للأسرة.

وناقشت جلسة حوارية، نظمتها مؤسسة الشرق الإعلامية وأدارها رئيس تحرير جريدة الشرق الأستاذ جابر الحرمي، اليوم الخميس، موضوع "وقع التكنولوجيا وتأثيرها على رفاه الأسرة" في مركز قطر الوطني للمؤتمرات.

تأثير التكنولوجيا على الأسرة

وفي هذا الإطار، تحدث السيد أحمد البوعينين، رئيس دائرة التصالح في محكمة الأسرة، عن أهمية الزواج واستقرار الحياة الأسرية.

وأكد أن الإنسان إذا ظل بلا زواج، فإن الحياة الزوجية الوردية ستظل بعيدة عنه، مشدداً على ضرورة معرفة الفرد لحقوقه وواجباته لتحقيق الاستقرار الأسري.

وأشار إلى تجربة الشيخ الطنطاوي، الذي عاش مع زوجته 45 عاماً دون خلاف، بسبب معرفته الواعية بالحقوق والواجبات.

كما دعا إلى الابتعاد عن التفتيش في الأمور الخاصة، معتبراً أن الحوار يجب أن يكون جزءاً أساسياً من الحياة الأسرية.

وقال:"أما بالنسبة للإعلام اليوم، فقد أصبح هناك العديد من المسلسلات الجديدة التي لها تأثير كبير على الجميع. أقول إنه يجب أن يكون لدينا برامج تعيد إلينا ما كان مثل "افتح يا سمسم"، وهو عرض يعود إلى الثمانينات، كان مؤسسياً ومدروساً. أتمنى أن يعيد الإعلام اليوم مثل هذا العرض للأسرة".

التحديات الإعلامية

من جانبها، أوضحت الدكتورة مريم الخاطر، أستاذة الإعلام الرقمي والسياسة، أن التماسك الأسري مستهدف من قبل المتحكمين في الإعلام الجديد.

وأكدت على دور الإعلام في الحفاظ على مقومات الأسرة، مشيرة إلى التغيرات الكبيرة التي حدثت في الإعلام خلال العشرين عاماً الماضية.

وأشارت إلى أهمية التفاعل الأسري والتربية الإعلامية، مستعرضةً التأثيرات السلبية للتكنولوجيا الحديثة مثل اختراق البيانات وتتبع البصمة الرقمية.

دور الأسرة في المجتمع

د. عائشة الكواري، مستشار إعلامي والرئيس التنفيذي لدار روزا للنشر، أكدت أن الأسرة هي النواة الأساسية للمجتمع.

وبينت الكواري أن الأسرة هي المسؤولة عن تشكيل شخصية الفرد ونقل القيم.

وذكرت أن التطور التكنولوجي وانتشار وسائل الإعلام جعل الأسر تواجه تحديات كبيرة في الحفاظ على تماسكها.

وأوضحت أن وسائل الإعلام تلعب دوراً حاسماً في تشكيل الرأي العام، كما أن لها دور بارز في التأثير على التماسك الأسري من الناحية الإيجابية أو السلبية، حيث يمكن أن تكون نافذة على العالم، تعزز التواصل والتفاعل بين أفراد الأسرة، وتقدم محتوى تعليميا تثقيفيا مفيدا يساعد في توسيع المعرفة وزيادة الوعي بالقضايا المختلفة.

كما ويمكن لوسائل الأعلام أن تزرع قيما متضاربة مع القيم الأسرية وتؤدي إلى تشتيت الانتباه عن العلاقات الأسرية، اضافة الى تشجيع السلوكيات التي تضر بالتماسك الأسري.

ويحدث ذلك من خلال عرض برامج التلفزيونية المتضمنة للمحتوى العنيف او الجرائم، مما يقلل من قدرة الأطفال والشباب على التعاطف مع الاخرين، وتشجع وسائل الاعلام على النمط الاستهلاكي المفرط مما قد يسبب مشاكل مالية داخل الأسرة

التأثير النفسي والاجتماعي

وفيما يتعلق بتأثير وسائل التواصل الاجتماعي، أكدت الدكتورة سهيلة غلوم، بروفيسور واستشاري أول في الطب النفسي، أن الأسرة هي الفئة الأكثر تأثراً، خصوصاً الشباب، في ظل تطور الجهاز العصبي والدماغ حتى سن الـ٢٥.

كما تناولت المخاطر الناتجة عن عرض المحتويات السلبية، وأثر ذلك على سلوك الأفراد والعلاقات الأسرية.

وأشارت إلى أن تسليط الضوء بشكل مباشر ومكرر على الجوانب السلبية قد يؤدي إلى ترسيخها في أذهان المتلقيين.

وقالت:"غالباً ما تبرز سلبيات هذه الوسائل، لأن مجرد الحديث عن شيء حتى لو كان سلبياً قد يرسخ الفكرة. فعندما أتحدث عن مضار السوشيال ميديا، فإن من يستمع إليّ قد يتأثر بهذه الرسالة".

وتابعت:"عندما نتحدث عن الأسرة، يجب أن نناقش دور الرجل والمرأة والأطفال، خاصة فيما يتعلق بقضية تفكك الضمان الأسري ونجاح الأسرة. القصة هنا تتعلق بدور كل فرد في الأسرة".

ما هو مؤتمر الأسرة؟

ويحتضن معهد الدوحة الدولي للأسرة مؤتمرا عالميا حول الأسرة والاتجاهات الكبرى المعاصرة، خلال الفترة من 30 إلى 31 أكتوبر 2024 في مركز قطر الوطني للمؤتمرات.

وإحياءً للذكرى الثلاثين للسنة الدولية للأسرة (IYF +30)، سيوفر المؤتمر منصة لصناع السياسات والأكاديميين وقادة المجتمع المدني والشباب وأصحاب المصلحة المعنيين للمشاركة ومناقشة تأثير أربعة اتجاهات كبرى معاصرة على الأسرة.

الاتجاهات الرئيسية التي سيركز عليها المؤتمر هي:

* التغير الديموغرافي: إن انخفاض معدلات المواليد والشيخوخة السكانية يشكلان ضغوطاً على الأسر والهياكل الاجتماعية، في حين تعمل أنماط الزواج المتغيرة وارتفاع معدلات الطلاق على إعادة تشكيل التنمية السكانية.

* الهجرة والتحضر: تؤدي الحرب والصراع والهجرة الجماعية إلى تفكك الأسرة، في حين يؤثر التحضر على رفاهتها وديناميكيات الأسر النووية والممتدة التقليدية.

* التغيير التكنولوجي: توفر التكنولوجيا حلولاً ومساعدات لتحقيق التوازن بين العمل والحياة للأسر الضعيفة، إلا أنها تثير المخاوف بشأن الإدمان، والتنمر، والخصوصية.

* تغير المناخ: يهدد التدهور البيئي الأسر، مما قد يجبرها على تعديل تخصيص الموارد أو حتى الهجرة بسبب الأحداث المناخية.

لمزيد من التفاصيل، يرجى زيارةwww.difi.org.qa/iyf30

ينظم المؤتمر معهد الدوحة الدولي للأسرة، الذي أسسته صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، في عام 2006.
ويشكل المعهد جزءاً لا يتجزأ من جهود مؤسسة قطر الرامية إلى تعزيز المجتمعات الصحية المتعلمة التي تدعمها الأسر القوية والمتماسكة في قطر والمنطقة وخارجها.

حول المؤتمر

في عام 1994، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة الاحتفال بالسنة الدولية للأسرة
وأشارت في إعلانها إلى أن الأسرة تستحق اهتماماً خاصاً، وبالتالي ينبغي أن تحظى بأكبر قدر ممكن من الحماية والمساعدة وفقاً للمواثيق المُصادق عليها دولياً.

وإدراكاً للحاجة إلى تطوير وتنفيذ سياسات وبرامج تهدف إلى إذكاء الوعي وتعزيز رفاه الأسر، اجتمع ممثلو الحكومات والأكاديميون والمنظمات غير الحكومية وأعضاء المجتمع المدني في الدوحة، قطر في نوفمبر 2004، بمناسبة مؤتمر الدوحة الدولي للأسرة، الذي أقيم احتفالاً بالذكرى العاشرة لتأسيس السنة الدولية للأسرة.

وخلال المؤتمر، أعلنت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، عن إنشاء معهد دولي لدراسة الأسرة، والذي سُمي فيما بعد بمعهد الدوحة الدولي للأسرة.

بعد النجاح الكبير الذي حققه مؤتمر الدوحة، قدمت دولة قطر إعلان الدوحة الصادر عن المؤتمر الدولي للاحتفال بالذكرى العاشرة للسنة الدولية للأسرة إلى الأمانة العامة للأمم المتحدة. يؤكد الإعلان على أهمية الأسرة ودعم ركائزها على الأصعدة الوطنية والإقليمية والمحلية. وعلاوةً على ذلك، يعترف إعلان الدوحة بأن الأسرة هي نواة المجتمع وأساسه. بناءً على ذلك، في عام 2004، شهدت دورة الجمعية العامة التاسعة والخمسين تبني إعلان الدوحة بعد إجازته من أغلبية الدول المشاركة في الدورة.

منذ إنشائه، يُولي معهد الدوحة الدولي للأسرة أهمية خاصة لدعم السياسات الأسرية، على كل من الصعيد الوطني والإقليمي والعالمي، مع الحرص على تعزيز العلاقات التعاونية مع مختلف الأطراف ذات الصلة والتركيز بصفة خاصة على منظمات الأمم المتحدة لتعزيز هذه الأهداف. على سبيل المثال، نظّم معهد الدوحة الدولي للأسرة في عام 2014 المؤتمر الدولي حول ”تمكين الأسر: الطريق إلى التنمية“، احتفالاً بالذكرى العشرين للسنة الدولية للأسرة، وقد اختتم المؤتمر أعماله بـ ”نداء الدوحة للعمل“، الذي تم تعميمه على نطاق واسع في منظومة الأمم المتحدة، مؤكّداً على أهمية تصميم وتنفيذ ورصد السياسات الموجهة نحو الأسرة، داعياً الحكومات إلى تمكين الأسر وإشراكها في التنمية.