أول تعليق أردني على إعلان الاحتلال إنشاء فرقة حدودية

 

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن إنشاء فرقة عسكرية جديدة على الحدود الشرقية مع الأردن، وفقًا لما أفاد به المتحدث باسم جيش الاحتلال للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، في منشور على صفحته بمنصة "إكس" (تويتر سابقا).

وأوضح أدرعي في المنشور أن "جيش الدفاع قرر تشكيل فرقة إقليمية شرقية جديدة بهدف حماية الحدود الشرقية لدولة إسرائيل".

وأشار إلى أن القرار جاء بعد موافقة وزير الدفاع الإسرائيلي، يؤاف غالانت، ورئيس الأركان، الجنرال هرتسي هاليفي، في إطار دراسة لتقييم الاحتياجات الدفاعية في المنطقة.

وأضاف أن الفرقة ستكون تحت مسؤولية القيادة الوسطى للجيش الإسرائيلي، وستركز على تعزيز الدفاع في منطقة الحدود والطريق رقم 90 والمناطق المجاورة، مع معالجة "التهديدات الإرهابية" وتهريب الأسلحة، مشددًا على "الحفاظ على حدود السلام وتعزيز التعاون مع الجيش الأردني".

وفي سياق متصل، نقلت شبكة CNN عن مصادر حكومية أردنية أن "أي تحرك على الأراضي الفلسطينية المحتلة مرفوض"، معتبرة أن إسرائيل هي "القوة القائمة بالاحتلال الذي ينبغي أن ينتهي".

وأضافت المصادر أن "السلام والتعاون وحل الدولتين هو ما سيحقق الأمن والاستقرار، وليس إنشاء الجيوش والفرق العسكرية".

السبايلة: إسرائيل تعيد صياغة العلاقة الحدودية مع الأردن

علّق الخبير في الدراسات الأمنية الدكتور عامر السبايلة، على إعلان الجيش الإسرائيلي إنشاء فرقة عسكرية جديدة على الحدود مع ‎الأردن، بقوله إن ذلك يأتي ضمن استراتيجية متكاملة تعمل عليها إسرائيل منذ سنوات لتغيير ديناميكيات الأمن على حدودها الشرقية.

وفسّر السبايلة هذا التحرك على أنه أكثر من مجرد استجابة لحوادث التهريب؛ فهي تسعى إلى إعادة تصنيف حدودها مع الأردن كجبهة أمنية حساسة تتطلب قدرات عسكرية متزايدة.

وأكد السبايلة لصحيفة أخبار الأردن الإلكترونية، أن هذا القرار لم يكن وليد اللحظة، بل هو تتويج لسلسلة من الخطوات التمهيدية التي بدأت بتكثيف الرقابة على الحدود الشرقية، وإدخال وسائل رصد متقدمة، ثم الانتقال إلى تعزيزات عسكرية نوعية.

وأوضح أن إسرائيل تتبع في هذا الإطار سياسة "إعادة تموضع" أمني، حيث يعاد توزيع قواتها ومعداتها على نحو يضمن حماية أكبر للحدود، ضمن استراتيجية تستهدف رفع مستوى الردع وتوجيه رسائل حازمة حول مدى استعدادها للتصدي لأي تهديد محتمل.

وأشار السبايلة إلى أن هذه الخطوة تعكس محاولة إسرائيلية لإعادة صياغة طبيعة العلاقة الحدودية مع الأردن، بحيث تضع تصورًا أمنيًا جديدًا يعزز وجودها العسكري ويفرض واقعًا أمنيًا متينًا، ربما يهدف إلى تطويق أي سيناريوهات أمنية معقدة قد تطرأ في المنطقة.

ونوّه إلى أن هذه التطورات توحي بأن إسرائيل باتت تعتبر الحدود مع الأردن امتدادًا طبيعيًا لجبهة أمنية طويلة المدى، وليس مجرد حدود رسمية كما كانت عليه الأمور في الماضي.