علّق المحلل السياسيّ الدكتور منذر الحوارات على إرجاء زيارة وزير الخارجية الأمريكيّ أنتوني بلينكن للأردن وتوجهه للسعودية.

وقال في تصريح خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية إنه لم يتم تقديم سبب واضح لهذا التأجيل، وبدلًا من إلغائها كليًا، توجّه بلينكن إلى المملكة العربية السعودية، وهي خطوة أثارت العديد من التكهنات حول دوافعها.

وبيّن الحوارات أن التحليلات تشير إلى احتمال عقد قمة عربية إسلامية في السعودية تهدف إلى طرح مبادرة شاملة، تحمل في طياتها هدفين رئيسيين: الأول هو السعي لوقف العدوان المستمر على غزة ولبنان، والثاني تقديم مبادرة سلام جديدة تهدف إلى تخفيف التوترات المتصاعدة في المنطقة.

وأوضح الحوارات أن هذا الحدث المرتقب قد شكّل دافعًا مباشرًا لبلينكن لزيارة السعودية، في محاولة لاستثمار الفرصة وتوظيفها سياسيًا لتحقيق تقدم ملموس في ملفيّ الحرب والسلام.

وذكر أن زيارة بلينكن تأتي في ظل تعقيدات شديدة تشهدها المنطقة، حيث لم تُكلل جهوده السابقة في إسرائيل بالنجاح، فهو كان قد فشل في إقناع القيادة الإسرائيلية بضرورة وقف الأعمال العسكرية، سواء في قطاع غزة أو في لبنان، كما لم يتمكن من الدفع باتجاه التوصل إلى هدنة مؤقتة على الأقل في لبنان، حيث تسعى إسرائيل للاستمرار في عملياتها العسكرية دون تراجع.

ونوّه الحوارات إلى أن بلينكن، وبعد إحباطه من تعنت إسرائيل، يسعى الآن إلى تعزيز دوره في الساحة الدولية من خلال التقارب مع القوى العربية والإسلامية، على أمل الوصول إلى اتفاق أو تفاهم قد يسهم في تخفيف حدة الصراع، أو للوصول إلى تسوية، حتى وإن كانت جزئية أو مؤقتة، خاصة بعد الفشل الذي واجهه في إسرائيل.

وأردف قائلًا إن إصرار إسرائيل على مواصلة حملاتها العسكرية يجعل من الضروري البحث عن بدائل سياسية ودبلوماسية يمكن أن تغير قواعد اللعبة، وهذا ما يحاول بلينكن تحقيقه من خلال انخراطه في الجهود الدولية والإقليمية.