أبو زيد: المقاومة في غزة قايضت الجغرافيا بالخسائر

 

قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد في تحليله لمشهد الأوضاع في غزة وجنوب لبنان إن نجاح الاحتلال في فصل مناطق شمال غزة عن مدينة غزة، من خلال تلاقي اللواء المدرع 460 مع اللواء المدرع 401 على الطريق الممتد من غلاف غزة إلى العطاطرة، يفصل بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا عن باقي مناطق مدينة غزة. ومع ذلك، فإن ذلك لا يعني، بحسب أبو زيد، أن الاحتلال نجح في تطبيق خطة الجنرالات، بل يمكن أن يُعتبر جزءًا من النجاح التكتيكي والفشل الاستراتيجي، في ظل الخسائر الكبيرة التي يتعرض لها شمال غزة.

وأضاف أبو زيد أن المقاومة لا تزال تعمل في جيوب قريبة من خط الفصل الذي أنشأه الاحتلال، حيث يبدو أن نموذج محور نتساريم يتكرر شمال غزة، مما يجعل الاحتلال في وضع هش وعرضة لضربات المقاومة. ويبدو أن المقاومة قد قايضت الجغرافيا بالخسائر، بمعنى أنها أعطت الأرض للاحتلال، وتوقعت خسائر في منطقة انتشار واسعة تمتد على مسافة حوالي 20 كم.

وفيما يتعلق بما يجري في جنوب لبنان، قال أبو زيد إن معادلة التناسب والتدرج لا تزال سائدة في شكل العملية العسكرية، حيث أصبحت حيفا مقابل الضاحية وتل أبيب مقابل بيروت. وأشار إلى أن هناك فشلًا لقوات الاحتلال بعد 13 يومًا من القتال البري في تحقيق أي تقدم يذكر، وكل ما يجري، بحسب أبو زيد، يندرج في إطار عمليات الاستطلاع بالقوة في محاولة لتحديد نقاط ضعف حزب الله، الذي تدافع قواته بطريقة غير تقليدية على الحافة الأمامية لمنطقة المعركة.

ولفت أبو زيد إلى أننا أمام تسارع في الأحداث، حيث يبدو أن مؤشرات الرد الإسرائيلي على إيران بدأت تنضج، مما قد يغير معادلة الصراع، في ظل رغبة أمريكية في توسيع دائرة الصراع بقدر ما هي رغبة في تقليم أظافر إيران في المنطقة.